صنعاء: - تدفق عشرات الالاف من المحتجين الى شوارع اليمن يوم الثلاثاء في "يوم غضب" جديد بعد مقتل 24 شخصا في مظاهرات مطالبة بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ ثلاثة عقود. وفشل صالح وهو حليف للولايات المتحدة ضد جناح للقاعدة مقره اليمن في اخماد احتجاجات مندلعة منذ شهرين في بلد يمتلك اكثر من نصف سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة اسلحة ويعيش 40 في المئة منهم على دولاين في اليوم او اقل ويعاني ثلثهم من جوع مزمن. كما ان المحتجين غاضبون من الفساد المستشري. ويلاقي خريجو الجامعات اليمنية صعوبة في الحصول على وظيفة بدون علاقات مما ادى الى ارتفاع البطالة بين الشبان. وتمزق اليمن ايضا صراعات محلية مع مطالبة المتمردين الشيعة في الشمال والانفصاليين في الجنوب بمشاركة سياسية اكثر عدلا. ويلتقي صالح مع زعماء عشائريين وقادة عسكريين من محافظات اليمن المختلفة لحشد الدعم لكن مع تناقص النفط وموارد المياه لم تعد حكومته التي تعاني من ضائقة مالية قادرة على استرضاء حلفائها ماليا للحفاظ على السلام. وعرض صالح اجراء محادثات لتشكيل حكومة وحدة يوم الاثنين. لكن المعارضة سارعت في رفض العرض قائلة انها تقف مع المحتجين المطالبين بتنحيه. وفي اجتماع مع زعماء دينيين يوم الاثنين ايضا حذر صالح من ان الذين يقفون وراء الاحتجاجات يقسمون البلاد. وقال الرئيس اليمني "لن يقدروا يحكموا حتى أسبوعا واحدا وأجزم بذلك.. وأن اليمن سيتقسم ...الى أربعة اشطار هؤلاء راكبين ... موجة حماقة." وسقط اغلب القتلى منذ يناير كانون الثاني في مدينة عدن الساحلية في الجنوب حيث يشتبك المحتجون والشرطة بانتظام. ويشكون كثيرون من ان قوات الامن ترد بصورة اكثر عنفا على المحتجين في الجنوب الذي كان دولة مستقلة في وقت من الاوقات. واشتبك متشددون انفصاليون مع الجيش في جنوب اليمن مما أسفر عن مقتل ضابط واصابة اخر مع امتداد الاحتجاجات لشتى أنحاء اليمن. ووقعت الاشتباكات في منطقة حبيلاين حيث تزيد النزعة الانفصالية. وقال ناصر الخوباجي العضو القيادي في الحركة الجنوبية لرويترز ان متشددين كثيرين ينضمون للاحتجاجات. وتابع "يتحرك المزيد من مؤيدي الانفصال الى المنطقة." وهتف المحتجون في شوارع العاصمة صنعاء قائلين "بالروح بالدم نفديكي يا عدن". وعرضت قناة الجزيرة لقطات لمحتجين وهم يشيرون بعلامة النصر في حين ارتدى اخرون عصائب كتب عليها باللون الاحمر "ارحل". كما كتبوا هذه الكلمة على ثمرة كبيرة من البطيخ وداروا بها فى الشوارع . وردد المحتجون في الايام القليلة الماضية شعارات ترفض الحوار وتشدد على ان رحيل صالح هو الخيار الوحيد. واكتسبت المعارضة لصالح البالغ من العمر 68 عاما قوة دافعة بعد ان قادها زعماء من الطلاب والناشطين مدفوعين بانتفاضتين ناجحتين في تونس ومصر.