بانكوك- اشتبكت القوات التايلاندية والكمبودية يوم الاثنين لليوم الرابع على التوالي في إطار النزاع على منطقة حدودية تحيط بمعبد هندوسي عمره 900 عام في الوقت الذي حثت فيه كمبوديا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على التدخل. وقال شهود عيان إن دوي القصف بالمدفعية والأسلحة الالية تردد في الصباح في المنطقة المتنازع عليها التي تبلغ مساحتها 4.6 كيلومتر مربع حول معبد برياه فيهير الذي يرجع إلى القرن الحادي عشر ويقع على منحدر تغطيه الأدغال ويطالب به كل من البلدين. وأدت الاشتباكات في المنطقة إلى مقتل ما لا يقل عن 5 أشخاص يومي الجمعة والسبت في أعنف قتال منذ المحاولة التي قامت بها كمبوديا عام 2008 لإدراج أطلال المعبد ضمن قائمة مواقع التراث العالمي الأمر الذي أدى إلى اشتباكات متقطعة بين البلدين في المنطقة الوعرة. ودعا رئيس الوزراء الكمبودي هون سين مجلس الأمن إلى عقد اجتماع عاجل متهما تايلاند "بالعدوان المتكرر" الذي أدى إلى مقتل كمبوديين وانهيار جناح في المعبد. قلق أممي من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان إنه يشعر "بالقلق العميق" وحث الجانبين على وقف إطلاف النار وإيجاد "حل دائم" للنزاع في ترديد لبيان صدر من واشنطن في مطلع الأسبوع. وحجم الخسائر في الأرواح غير واضح. وتقول الحكومة الكمبودية إن ثلاثة من رعاياها من بينهم جنديان قتلوا. وتقول وسائل الإعلام التايلاندية نقلا عن مصادر في الجيش إن قرابة 64 كمبوديا قتلوا. والاشتباكات المتقطعة معتادة بين البلدين لكن من النادر أن يشتبك الجانبان أياما متعاقبة. جبل المعبد المقدس ويقع المعبد الذي يعرف في كمبوديا باسم برياه فيهير أي "جبل المعبد المقدس" ويعرف في تايلاند باسم خاو براه فيهران على هضبة مثلثة تشكل الحدود الطبيعية وظلت مصدر توترات طوال أجيال. وتفجرت المواجهة بين الجانبين في يوليو عام 2008 حين ضمت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة المنطقة (يونسكو) إلى مناطق التراث العالمي وهو ما اعترضت عليه تايلاند على أساس أن المنطقة المحيطة بالمعبد لم ترسم قط. وحكمت تايلاند جزءا كبيرا من شمال غرب كمبوديا بما في ذلك برياه فيهير من أواخر القرن الثامن عشر حتى أوائل القرن العشرين حين أجبر الاستعمار الفرنسي في كمبوديا التايلانديين على التقهقر إلى الحدود الدولية الحالية. وفي عام 1962 قضت محكمة العدل الدولية بأحقية كمبوديا في المعبد واستندت إلى خريطة فرنسية وضعت قبل قرن لكن الحكم لم يحدد ملكية المنطقة المحيطة بالمعبد.