على الرغم من أجواء الحزن والغضب التي تسيطر على القاهرة الآن، وجميع البلاد المصرية، بسبب عدم استجابة الحكومة المصرية بشكل كامل لمطالب شباب ثوار 25 يناير، فإن هناك بعض المنافع التي تحققت، ومنها انكشاف الأقنعة، وظهور الكثيرين على حقيقتهم، قياسا لموقفهم من الثورة. ومن ضمن هؤلاء غادة عبد الرازق، التي تصوّرت نفسها حامي حمى النظام المصري، وراحت تدلي بتصريحات مستفزّة في كل مكان، وخاصة للتليفزيون المصري، لتضمن أن يصل صوتها لمن يهمهم الأمر، أو من يهمهما أن يتأكد من ولائها التام! ومن ضمن ما قالته إنها جلست لأكثر من ساعتين أمام التليفزيون محاولة فهم ما يريده هذا الشباب، فلم تتمكن من الفهم! كما أعلنت غضبها واستياءها من هذا الشباب الجاحد الذي لا يقدر قيمة المعروف الذي قدّمه لهم الرئيس مبارك! أما ثالثة الأثافي، فتصريحها أنها قاطعت الفنان خالد يوسف، بعد مكالمة تليفونية معه، بسبب اشتراكه في المظاهرات، بل واتهمته بأنه مُشعل للفتن!! ومن ناحية أخرى، ففي كل مداخلاتها، لم تقل غادة عبد الرازق كلمة واحدة عن الشباب الذين سقطوا شهداء في معركة الحرية بسبب البلطجية، والرصاص الحي الذي أطلقه عليهم بعض رجال الشرطة، والعربات المدرعة والدبلوماسية التي كانت تحصد أرواحهم، ولم تستمع لصوت الملايين -التي تدّعي في حواراتها أنها تمثلهم في أعمالها!- واتخذت هذا الموقف الغريب هي ونفر من الفنانين! جدير بالذكر أنه كما حرص الفنان خالد يوسف على النزول للشارع، ولم ينأ بنفسه عن الشباب وجهادهم المشروع، معرضا حياته معهم للخطر، فإن غادة عبد الرازق حرصت هي الأخرى على النزول ضمن المظاهرات، لكنا كانت المظاهرات المؤيدة لبقاء الرئيس مبارك في الحكم، وألهبت صوتها بالهتاف له، ودعته لأن يظل متمسكا بموقعه للأبد! وكونه أصبح لسان حال العديد من الشباب للتعبير عن آرائهم، فقد أنشأ مجموعة من الشباب على الفيس بوك، جروبا مخصصا لفضح الفنانين الذين خذلوا الشعب المصري في ثورته، وفضلوا الانحياز لجانب النظام، وبدءوا في كتابة أسمائهم، وقرروا مقاطعتهم، ومقاطعة أعمالهم، بعد أن فقدوا إيمانهم بهم لدى أول اختبار حقيقي للوطنية!