القاهرة:- اكتظت الشوارع والميادين الرئيسية بالقاهرة برجال الشرطة وعربات الأمن المركزي منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، وسيطرت حالة من الاستنفار الأمني على العاصمة استعدادا لما سمي ب"يوم الغضب" والمظاهرات التي دعت إليها بعض الحركات الاحتجاجية، اعتراضا على نظام الحكم وتعاملات الشرطة مع المتظاهرين. وشهد ميدان التحرير، حيث الموقع الرئيسي للمتظاهرين، تواجدا مكثفا لرجال الأمن وقيادات الشرطة، وظهرت أكثر من 20 سيارة أمن مركزي بالميدان منذ الصباح، وكذلك الوضع أمام دار القضاء العالي ونقابتي الصحفيين والمحامين وشارع رمسيس وشارع قصر العيني وأمام مجلسي الشعب والشورى ومقر مجلس الوزراء ومنطقة دوران شبرا. وتواجد رجال شرطة المرور في الشوارع بكثافة في إشارات المرور، وعلى مداخل الشوارع لمنع توقف السيارات لفترة طويلة للتخلص من أي زحام قد يعوق تعامل الشرطة مع أي مستجدات، كما انتشرت عربات الأمن المركزي في شارع جامعة الدول العربية وأمام جامعة القاهرة. والملاحظ أنه رغم التواجد الأمني الكثيف في الشوارع، إلا أنه لم يظهر أي محتج بالشوارع حتى الآن، ومن المنتظر أن تبدأ المظاهرات في الثانية ظهرا حسب إعلان الداعين إليها. وحسب مصدر أمني في القاهرة قال لجريدة الشروق، إن تعليمات اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، لرجال أمن القاهرة شملت التعامل السلمي مع المتظاهرين طالما التزموا بالتعبير السلمي عن اعتراضاتهم، على أن يتم التعامل بحزم مع أي خروج عن الشرعية والقانون. من جهة أخرى... عقد اللواء أسامة المراسي، مساعد وزير الداخلية لأمن منطقة الجيزة، اجتماعا مع قيادات مديرتي أمن الجيزة وأكتوبر، استمر إلى الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثا، وحضرها اللواء عمر الفرماوي، مدير أمن أكتوبر، ورؤساء القطاعات المختلفة، لتأمين المظاهرات في الشوارع، ومنع حدوث عمليات تخريب في المصالح الحكومية. وناقش خلال الاجتماع خطة أمنية تركزت على تكوين 4 مجموعات، يترأس كل مجموعة قيادة فرعية وأخرى قيادة أساسية، وكل مجموعة مهمتها السيطرة على تأمين الشوارع من الخارجين على القانون والحفاظ على الأمن، وتسيير حركة المرور وحماية المواطنين في الشوارع، وتم إنشاء غرفة مركزية لتلقي البلاغات المهمة، لسرعة البت فيها، والتعامل مع أي أحداث متوقعة. وشدد المراسي على جميع الضباط بالتزام القانون في التعامل مع المواطنين بهدوء شديد، وامتصاص غضب المتظاهرين وحمايتهم، والقيام بالدور الأمني على أكمل وجه، وذلك لأن مصر تقدر حرية التعبير وتحترمها، وطالب المراسي من الضباط الوقوف بحزم ضد كل من تسول له نفيسه التلاعب بمصالح البلاد، وتخريب المصالح العامة وتعطيل المرور. إلى هذا، حشدت أجهزة الأمن بالجيزة أفراد الأمن المركزي -التي يترأسها اللواء أسامة المراسي، مساعد وزير الداخلية لأمن منطقة الجيزة- في الشوارع والأماكن المحدد فيها التظاهر، والتقاء المتظاهرين مع بعضهما البعض، حيث تمركزت في شارع جامعة الدول العربية 12 سيارة أمن مركزي تحمل أفراد أمن سريين ومجندين، وسيارتين للمطافئ مجهزة بخراطيم المياه، وسيارة إسعاف و3 أوناش لرفع السيارات المخالفة، وقد تم وضع عدد من الكمائن الثابتة على جميع الشوارع المؤدية إلى شارع جامعة الدول العربية. كما تمركزت سيارات الأمن المركزي أمام ساحة جامعة القاهرة، ووصل عددها 18 سيارة، وتم التشديد الأمني على محاور كوبري الجامعة يمينا ويسارا، وتم وضع سيارتي مطافئ خلف أسوار حديقة حيوان الجيزة، كما شددت الأجهزة الأمنية وجودها في ميدان الكيت كات وإمبابة، وتم نشر عدد من سيارات الأمن المركزي على طول طريق كورنيش الوراق. أما في أكتوبر، فقد كان الأمر هادئا للغاية، فقد تم نشر عدد من سيارات الأمن المركزي على بعض الطرق الرئيسية بطريق الفيوم والواحات والبدرشين.