أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن تقسيم العالم العربي هدف وخطة بدأ تنفيذها، بالنظر إلى العراق وكيف يراد له أن يكون ثلاث أو أربع دول، والسودان وهناك محاولات في اليمن، ولنري الأمور إلي أين وصلت في مصر، وقد قرأت مؤخرا أن أسرائيل لا تريد أن تكون كيانا صغيرا وسط كيانات كبري، لكنها تريد أن تكون وسط أقليات. وقدم الطيب في برنامج "العاشرة مساء" على قناة دريم، تعازيه لأسر ضحايا "الحادث الغادر والمأساوي"، مشيرا إلى أن هذا لا يمنعه من التقدم بالتهنئة القلبية للمسيحيين في كل أنحاء العالم، داعيا أن يجعل الله هذا العام عام سلام ومحبة. حادث مفجع!! وأضاف الإمام الأكبر: "فيما يتعلق بالحادث الذي فجعنا به، فهو بكل المقاييس حادث مأساوي ومفجع يهز ضمير الأمة كلها، لأنه استهدف أناس خارجين من دار العبادة، ولا ذنب لهم في أي شئ، والمنظر يبكي كثيرا ويدمي القلب، وما أظن أن الذي اقترف الجريمة النكراء يمكن أن يوصف لا بالإسلام ولا المسيحية ولا اليهودية، فالأديان كلها بريئة من هذا". اختزال أعمى وتابع الطيب: "أقرأ في هذا الحادث قراءة مزعجة إلى أبعد الحدود، وإذا تم تفسير الحادثة بأنها نتيجية توتر بين أقباط ومسلمين في مصر، فهذا اختزال معيب وأعمي عن الظروف والملابسات التي أدت إليه، وفي ظل الظروف العالمية والمحلية، فالحادث معناه ضرب استقرار مصر، ولا أستبق التحقيقات، لكني أقرأ ما يحدث في إطار من يتربص بنا من الخارج". وأشار الطيب إلى أن الثغرة والنقطة الضعيفة هي نقطة الأقباط والمسلمين، وإذا ما تم هذا فالمرحلة المقبلة على المسلمين، بمعني تقسيمهم إلى شيعة وسنة، مثلا وبعد فترة يكون في مسجد يضرب لدي الطرفين، وما يحدث هو بداية تنفيذ سيناريو العراق في مصر. اللطم والندب لا يصح وواصل الطيب، لكن الوقوف علي الحادث علي طريقة "الندب واللطم" لا يجوز ولا يصح، وعلينا الوقوف صفا واحدا أمام الوحش الذي سيلتهم مصر. ولا بد أن يكون هناك إنصاف، فهناك توترات واحتقانات بين الطرفين، لكنها غير كافية ابتداء لإنتاج هذه الحادث، الفكر المتشدد حتي السبعينات لم يكن موجود، لكن منذ ذلك الحين حصلت اختراقات مست الطرفين وهيأت الأرض لأن تؤتي مصر من قبل هذه المشكلة، والتاريخ يشهد بأن المسلمين والأقباط في مصر إخوان، العلاقة بين الإسلام والمسيحية قديمة جدا منذ أيام الرسول صلوات الله عليه، وهجرة المسلمين مرتين إلى بلد مسيحي في بلاد الحبشة لاطمئنانه إليه. وقال الطيب إن بعض الشيوخ الذين يظهرون في الفضائيات لا يتحدثون عن قضايا محترمة أبدا، فلا أحد منهم يعرف شيئا عن القضية الفلسطينية ولا عن تاريخ القدس، والإعلام للأسف شارك فيما وصلنا إليه لأنه في وادي ومصالح الجماهير في واد آخر.