في أول تعليق إسرائيلي على قيام السلطات المصرية بالتحقيق مع شبكة التجسس على مكالمات شخصيات حساسة فى الحكومة المصرية, قال موقع "والا" الإخباري العبري إن إسرائيل ستدخل في إشكالية معقدة مع دولة صديقة لها وهي مصر. من جهتها رفضت شركة اوراسكوم تليكوم التعليق على ما تردد من أنباء تفيد تورط موظفين بشركة موبينيل لخدمات التليفون المحمول فى قضية تجسس لصالح إسرائيل. وقال مصدر مسئول بالشركة إن أوراسكوم لا تعلق على شائعات حيث لم ترد للشركة أى معلومات أو بيانات من "موبينيل" تؤكد صدق هذه المعلومات، لاسيما وأن "موبينيل" وغيرها من الشركات التابعة ل"اوراسكوم" يخبرون الشركة الأم بأية معلومات هامة ومؤثرة تتعلق بهم. ومن المنتظر أن يعقد المستشار هشام بدوى، المحامى العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا، مؤتمراً صحفياً فى الثانية عشرة ظهر ،الاثنين، بمقر النيابة فى التجمع الخامس، للكشف عن تفاصيل إحدى القضايا الهامة التى لم يتم الإعلان عن اسمها بعد ولم تشر المعلومات الأولية حول ما إذا كان مؤتمر نيابة أمن الدولة العليا غدا يتعلق بقضية تجسس موظفين بإحدى شركات الاتصالات لصالح إسرائيل أم لا. وكانت أجهزة الأمن قد كشفت شبكة تجسس لصالح إسرائيل مكونة من ضابطين إسرائيليين - هاربين - و4 مصريين، وتجرى نيابة أمن الدولة العليا معهم تحقيقات فى سرية تامة، قبل إحالتهم إلى المحاكمة. وأشارت تقارير صحفية أن معظم أفراد شبكة التجسس يعملون فى إحدى شركات المحمول بمصر، وتجسسوا على مكالمات دولية خاصة بموظفين فى أماكن حساسة بالدولة لصالح إسرائيل. وأوضحت قناة "الجزيرة" الفضائية أن المتهمين استعانوا بجهاز سويتش فى أمريكا وأجهزة استقبال فى إسرائيل، واعترفوا فى التحقيقات بأنهم تدربوا فى تل أبيب على يد كل من ايفير الحريرى وابراهام جادعون، واشتروا أجهزة تنصت ب 42 ألف دولار لوضعها فى غزة بمساعدة فلسطينيين. وأضافت التحقيقات أن الشبكة بدأت عملها عندما التقى أحد الضابطين الإسرائيليين، سيدة مصرية تعمل مديرة علاقات عامة فى إحدى الشركات السياحية، واتفق معها على إمداده بمعلومات عن أماكن تجمع أفواج سياحية بعينها، مثل الصينيين واليابانيين فى المناطق الحدودية بسيناء، مقابل مبالغ مالية، وتمكن باستخدام هذه المعلومات من اختطاف عدد من السائحين ونقلهم إلى إسرائيل، بهدف زعزعة الأمن فى سيناء، وكان يعيد السائحين المختطفين بعد أيام إلى الأماكن التى تم اختطافهم منها. وكشفت اعترافات المتهمين المصريين المقبوض عليهم أن الضابطين اتصلا بلاعبة كرة السلة، وصديق لها، فاستأجرا مكتب اتصالات كان يديره شخص ثالث - مقبوض عليه - وتم ربط المكتب بنظام آلى مع مكتب آخر فى إنجلترا، وكان المتهمون يتمكنون من رصد المكالمات التى تجرى من بعض الهواتف الأرضية التى كان يحددها الضابطان، ويسجلونها قبل تحويلها إلى مكتب إنجلترا، الذى كان ينقلها بدوره إلى مكتب ثالث فى إسرائيل. وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهمين المصريين وقررت حبسهم على ذمة التحقيقات، ونسبت لهم التحقيقات مع المتهمين الإسرائيليين تهم تشكيل شبكة تجسس لصالح دولة أجنبية، وتسجيل مكالمات دون إذن، وتشكيل خلية إرهابية تهدف إلى تكدير الأمن العام، وأبلغت البوليس الدولى "إنتربول" لضبط المتهمين الإسرائيليين.