واشنطن :- زعمت مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية ان مصر تقوم بمساعدة إيران على الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل المجتمع الدولى، عبر تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين. واشارت المجلة الامريكية فى تقرير كتبه جوناثان سشانزير، المحلل السابق في شئون المخابرات بوزارة الخزانة الأمريكية، والنائب الحالى لرئيس الأبحاث فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إلى أن العلاقات بين مصر وإيران ليست إما "أسود أو أبيض" مثلما تبدو، فمصر توسع من علاقتها الاقتصادية مع إيران من خلال مؤسسات مالية مشتركة بين البلدين. وضربت ذا "أتلانتك" مثلاً ببنك "مصر إيران للتنمية" الذى تأسس عام 1975 قبل أربع سنوات من اندلاع الثورة الإسلامية، والذى أصبح اليوم وسيلة إيران للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها من الغرب بمساعدة كبيرة من مصر، التى تعد أحد أقرب الحلفاء لأمريكا فى المنطقة. وقال التقرير إن ذلك يدلل على مدى صعوبة فرض الولاياتالمتحدة للعقوبات الدولية حتى بين الدول التى تبدو حليفة بشكل طبيعى فى الجهود المبذولة للحد من طموحات إيران النووية. وأوضح التقرير أن مصر تسيطر على 59.86% من البنك، موزعة بالتساوى بين بنك الاستثمار الوطنى المملوك للدولة وشركة مصر للتأمين التى تمتلك الدولة جزءًا منها. فيما تمتلك إيران 40.14% من أسهم البنك، حيث تصل حصتها المملوكة لشركة إيران للاستثمار الأجنبى إلى 80 مليون دولار. وتمثل شركة "إيران فورين انفستمنت"، إيران للاستثمار الأجنبى، الذراع الاستثمارية لصندوق استقرار النفط الإيرانى، وهو عجلة الثورة السيادية التى تولد أرباحًا للحكومة الإيرانية، مع استثمارات فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب أمريكا وما وراءها. وكانت طهران قد أسست صندوق الاستقرار طهران فى 1999 لحماية البلاد من تقلبات سوق النفط. وحينما تصاعدت أسعار النفط ألقى النظام الإيرانى بالأموال فى الصندوق واستثمارها من خلال شركة إيران للاستثمار الأجنبى، وبعدما انخفضت أسعار النفط، سحبت إيران الأموال من استثمارات الشركة لتعويض النقص. وفى مواجهة العقوبات الدولية الصارمة، لجأت إيران للصندوق، وفى أغسطس الحالى عندما بات واضحًا أن صندوق الاستقرار يمكن إيران من مقاومة العقوبات الدولية، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية الشركة ضمن قائمة المعاملات الإيرانية المحظور التعامل معها من قبل الأمريكيين لأنها مملوكة بالكامل للحكومة الإيرانية. وتابع التقرير أن النظام الإيرانى يسعى إلى ممارسة تأثير مباشر وبالمثل فى بنك مصر إيران للتنمية، ويكشف موقع البنك على الإنترنت عن أن واحدًا من أربعة أعضاء إيرانيين بمجلس الإدارة هو الدكتور داود إبراهيم دانش جعفرى، المعروف داود جعفرى، الذى كان وزيرًا للاقتصاد والمالية تحت حكم نجاد فى الفترة من 2005 حتى 2008. ودعت "ذا أتلانتك" الولاياتالمتحدة إلى التعامل مع قضية بنك "مصر إيران للتنمية"، واقترحت على إدارة أوباما إرسال دبلوماسيين للضغط على مصر للتخلى عن مشروعها المشترك مع إيران. ونقل الكاتب صحيفة طهران تايمز المملوكة للدولة ان شركة إيران للاستثمار الأجنبى غالبًا تستخدم البنك المصرى كوسيلة للتحايل على العقوبات الدولية. وفى 2009، وبمجرد أن بدأ المجتمع الدولى مناقشة سبل معاقبة الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووى، حول بنك مصر إيران للتنمية إلى إيران 50 مليون دولار. وفى يوليو من ذات العام، بعد سن عقوبات على إيران، نقلت نفس الصحيفة عن مهدى رضوى، العضو المنتدب لشركة إيران للاستثمارات الأجنبية، معلنًا أن بنك مصر إيران للتنمية يعتزم إقامة أول فرع رسمى له فى إيران.. وهذا من شأنه أن يمكن إيران من إجراء تحويلات غير مقيدة، وتعاون مصر يعنى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ذاهبة إلى أعمق، رغم الرغبة الواضحة من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة لوقف هذا النوع من الصفقات. ووفق ما ورد بالتقرير فإن "مصر بالتأكيد لا تخطط لتكون دولة مارقة حليفة مع إيران.. وقد يشير الهدوء الذى يسود هذا التعاون الاقتصادى إلى أن مصر تفضل البقاء فى كنف الولاياتالمتحدة.. ومن الواضح أن مصر تتحوط بإيران وأمريكا، فالنظام المصرى قد يشعر بالقلق من تزايد نفوذ طهران إقليميًا، ومن ناحية أخرى ربما يتوقع صناع القرار أن نفوذ الولايات ستتضاءل بعد مغادرتها العراق، وببساطة ربما يرون أن هناك فرصة لمشروع مشترك مربح. علي حد زعم التقرير. وقال التقرير الامريكي انه بغض النظر عن دوافع مصر للتعاون الاقتصادى مع إيران، إلا أن الولاياتالمتحدة تحتاج إلى مخاطبة البنك والقيادة المصرية إذا ما ظل نظام العقوبات الدولية ضد إيران كما هو.