القاهرة:- توفي النائب البرلماني الكبير كمال الشاذلى في الساعة الواحدة صباح اليوم الثلاثاء بمستشفى المركز الطبي العالمي قرب مدينة العاشر من رمضان، وذلك عن عمر يناهز 76 عاما إثر صراع طويل مع المرض. وقال النائب عاطف الحلال الشريك السياسي للراحل كمال الشاذلى على مقعد العمال فى دائرة الباجور إن الشاذلى تعرض لهبوط فى الدورة الدموية نقل على أثرها إلى المستشفى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل ساعات من حلول فجر عيد الأضحى. وقد بدأت فى مدينة الباجور استعدادات مكثفة لمراسم الدفن والعزاء وسط أنباء عن جنازة رسمية للفقيد الذي قضى ما يقرب من نصف قرن كعضو فاعل في الساحة السياسية المصرية في عصور مختلفة منذ قيام ثورة يوليو عام 1952 وحتى اليوم. وكان القيادي السياسي الراحل يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية نوفمبر الحالي علي مقعد الفئات فى دائرة الباجور ضمن مرشحي الحزب الوطني الديمقراطي. من جانبه أعرب محافظ المنوفية المهندس سامى عمارة عن حزنه الشديد لوفاة كمال الشاذلى المشرف العام على المجالس القومية المتخصصة وعضو مجلس الشعب عن دائرة الباجور. وقال عمارة، فى تصريح اليوم، إن المحافظة تنعى ابنا من أبنائها الذى يعد أقدم برلمانى فى العالم حيث أعطى لبلدته (الباجور) خاصة ومصر عامة كل جهد وعطاء وساهم فى العديد من الإنجازات والمشروعات التنموية المختلفة. وأوضح أن الفقيد كان مثالا للعطاء وبرلمانيا ناجحا استطاع حل الكثير من مشكلات دائرته، مؤكدا أنه تم إلغاء احتفالات المحافظة بعيد الأضحى المبارك حزنا على وفاة الشاذلى. كان الشاذلي قد أمضي فترة طويلة للعلاج في الولاياتالمتحدة مؤخرا. وعاد إلى القاهرة منذ أسابيع، ليعلن عن خوضه معركة انتخابات مجلس الشعب المقبلة لكن القدر لم يمهله الوقت.. الأمر الذي شكل ضربة قوية للحزب الوطني. وكان الشاذلي قد فاجأ الجميع قبل عشرة أيام بالظهور في مؤتمر سياسي نظمه لإعلان ترشحه لعضوية مجلس الشعب رغم أن الجميع صدموا من تراجع وزنه بشكل كبير وإعتلال صحته بشكل لافت للنظر وعدم تمكنه من المشي، ولكنه أصر أن يترشح للانتخابات. وبوفاة الرجل.. من المنتظر أن يخسر الحزب الوطني تمثيله للدائرة لعدم إمكانية التقدم بمرشح بديل على المقعد بعد غلق باب الترشيح. وقد شغل الراحل الذي يعد رمزاً لما يُعرف ب"الحرس القديم" العديد من المناصب الرسمية والحزبية منذ ستينيات القرن الماضي، فكان عضواً بمجلس محافظة المنوفية عام 1960، ودخل مجلس الشعب عام 1964، وتولى منصب أمين تنظيم الحزب الوطني منذ عام 1978 وحتى 2005، وكان وزيراً للشؤون البرلمانية حتى عام 2004، وشغل منصب المشرف على المجالس القومية المتخصصة بعد إعفائه من منصبه الوزاري. وكان الفقيد كمال الشاذلي قد قدم بلاغاً للنائب العام منذ عدة أيام ضد منافسه على المقعد محمد كامل، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، اتهمه فيه ببث شائعة تفيد بوفاة الشاذلي. وقال الشاذلي فى بيان صحفي: "إن مرشح حزب الوفد، أراد التأثير على العملية الانتخابية، حيث إنه يئس من الحصول على ثقة الجماهير فى دائرة الباجور"، وأوضح البيان أن هذه الطريقة ليست تنافساً أخلاقياً.