السعادة... كلمة وراؤها سر كبير نريد جميعا أن نعرفه ، نسعى دائما لها ونحلم بها . فهي هدف كل منا فى الحياة ؛ وما من عمل نقوم به إلا ونريد أن نجنى منه ولو حتى لحظات بسيطة من السعادة. وموانع السعادة كثيرة فمثلا إذا اختار الإنسان أن يعيش في دائرة الذكريات المؤلمة أو الماضي الحزين، أو تعرض للفشل العملي أوالعاطفي واستسلم للإحباط فسيفقد إرادته في المحاولة مرة أخرى. كما أن الجزع واليأس عاملان أساسيان في فقدان السعادة . فهل السعادة شيء خارج عن إرادتنا أم إن السعادة اختيار؟ يقول الكاتب - باري نيل كوفمان - مؤسس معهد المواصفات ومركز علاج التوحد في الولاياتالمتحدةالأمريكية في كتابه "السعادة اختيار" أو (Happiness Is A Choice) إن الإنسان الذي يستطيع أخذ قرار تغيير حياته وعمل وقفة مع النفس كي يكون أفضل، فقد اختار أن يكون سعيدا . فبالنسبة للكاتب السعادة هي فعلا اختيار، حيث يقول أيضا إن الإنسان قادر على تغيير حياته بأكملها عن طريق التخلص من بعض المعتقدات البسيطة الخاطئة والبدء في اتخاذ المواقف الصحيحة في أمور حياته. وقد قدم كوفمان في الفصول الخمسة الأولى هذه الفلسفة عن طريق تجارب بعض الأشخاص الذين نجحوا بالفعل في تحويل حياتهم وقرروا أن يكونوا سعداء. أما في الفصل السادس - الذي يعتبر أروع جزء في الكتاب - فيقدم 6 طرق مختصرة للوصول إلى السعادة. والجدير بالذكر أنه لا يتحدث فقط عن قرار اتخاذ السعادة بأنه مجرد اختيار بل لابد وأن يعطي الإنسان هذا القرار أو الاختيار أولويته. وأن يحرص على أن يكون نفسه ويتعلم كيف يتخلص من آثار الماضي وينظر إلى المستقبل بموضوعية وإيجابية. ومن ضمن هذه الطرق أن يتقبل الإنسان نفسه ويحبها، وأن يساعد الآخرين بروح طيبة . ولعل هاتين الخطوتين تشكلان الجانب الأساسي في تحقيق السعادة ؛لأن الإنسان إذا أحب نفسه كما هي سوف يستطيع أن يغير الجوانب السلبية فيها وإذا ساعد الآخرين سيشعر بأن له دور إيجابي يقوم به ولا يعيش بلا هدف أو معنى. إن الكتاب يحتوي على أسرار ثمينة لتحقيق السعادة ويقدم حكمة رائعة للتعامل مع الحياة بكل جوانبها، فهو بالفعل كتاب ثري جدا يسعى فيه المؤلف لتحقيق قدر كبير من النجاح في مساعدة الإنسان والسعي به لتحقيق السعادة.