الخرطوم:في الوقت الذي انتقد فيه السودان الخطط الغربية لنشر قوات دولية على الحدود بين الشمال والجنوب معتبرا إياها محاولة للتحرش بأمنه واستقراره, اتهم مسئولون بالحزب الحاكم لوردات الجنوب بالسعى لإشعال الصراع فى البلاد من جديد . وحذر الجيش السوداني من المخططات الرامية إلى نشر قوات دولية في منطقة عازلة بين شمال السودان وجنوبه، قبل الاستفتاء الذي قد يؤدي إلى انفصال المناطق الجنوبية، معتبراً أن هذا الطرح لا يعبر إلا عن "جهل بمجريات الأحداث الحقيقة في السودان أو تحرش يستهدف استقراره وسلامته. وقال المقدم الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، "تصب في خانة تأزيم الموقف والتصعيد.مضيفا أن لدى القوات المسلحة "القدرة على التعامل مع أي أحداث تمس أمن وسلامة المواطن في الشمال أو الجنوب." وأضاف المقدم الصوارمي سعد: "القوات الأممية الموجودة في جنوب السودان لها تفويض محدد ليس من بينه الانتشار على الحدود وإنما مراقبة تنفيذ الاتفاقية." من جانبه، نقل المركز السوداني للخدمات الصحفية شبه الرسمي عن إبراهيم غندور، أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني الحاكم قوله إن الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب: "تحاول أن تخرج وتدخل البلاد في تعقيدات مع المجتمع الدولي." واتهم غندور من أسماهم ب "لوردات الحرب" داخل الحركة بالسعي "لإشعال الحرب بين الشمال والجنوب مرةً أخرى،" وقال: "سيظل الشماليون والجنوبيون إخوة مهما حاول البعض وضع المتاريس." واعتبر غندور أن بعض قيادات الحركة الجنوبية يعتقدون "أن الاستقواء بالمجتمع الدولي يمنحهم مزيداً من الضغط على الخرطوم،" وقال: "نحن لا نريد العودة للحرب حتى إذا وقع الانفصال. وكانت قيادات في الحركة الشعبية لتحرير السودان قد اتهمت الشمال بتهديد مناطق الجنوب، ودعا رئيس حكومة الجنوب، سيلفا كير، إلى نشر قوات على المناطق الحدودية بين شطري البلاد، وهو أمر حظي بترحيب أمريكي. من جهة اخرى, اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مراكشجنوب المغرب ان "خيار الشعب سيحترم" في الاستفتاء المقرر في يناير في جنوب السودان. وقال بان كي مون لمجموعة من الصحفيين على هامش مؤتمر السياسة العالمية الذي ينظمه المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس والمخصص لموضوع "الحوكمة العالمية"، "في ما يتعلق بي، فان خيار الشعب سيحترم".واضاف ان "الوضع يبقى بالغ الهشاشة" في المنطقة، لكنه اكد ان الاممالمتحدة ستستمر في دعم "تنفيذ" الاتفاقات المعقودة بين "الاطراف المعنيين" للتوصل الى "استفتاء يتسم بالمصداقية " وفي كلمة امام المشاركين في اجتماع مراكش، اعتبر الامين العام ان "الاسفتاءين حول تقرير المصير في جنوب السودان ووضع ابيي اللذين سيجريان بعد اقل من ثلاثة اشهر" يحملان "رهانات كبيرة".وقال ان "الرهانات مهمة بالنسبة الى السودان وافريقيا والمجموعة الدولية". ومن المقرر أن يصوت جنوب السودان في التاسع من يناير القادم على الانفصال أو الوحدة مع الشمال، بينما سيصوت سكان إقليم "أبيي" للانضمام إلى الجنوب أو البقاء مع الشمال، وسيكون الاستفتاء المرحلة الأخيرة من اتفاق السلام الشامل الموقع بين الشمال والجنوب لإنهاء الحرب عام 2005.