حالة من الغضب العام تجتاح مسلمي العالم، وذلك بعدما منحت مدينة ليبزج الألمانية ميدالية الإعلام إلى الدنماركى كورت فسترجارد، رسام الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم. ففي الوقت الذي يدعي فيه الغرب أنهم يدعون للتسامح الديني، تأتى مدينة ليبزج الألمانية لتثب عكس ذلك بتكريمها لأحد رموز التعصب الديني. والمثير للدهشة أن هذه الجائزة قد منحت من قبل للصحفية الروسية "انا بوليتك فيسكاجا" لشجاعتها الصحفية، كما منحت إلى "روبرتر سيمور هيرش" الذي فضح معتقل أبو غريب بنشره صوراً عن عمليات التعذيب التي تجري هناك، وأعطيت ل "فابريسيو جاتى" الذي فتح ملفات معسكرات اللاجئين. لكن هذا العام اختار منظمو الجائزة الرسام الدنماركي، وهو الأمر الذي أثار دهشة الكثيرين، وجعل الإذاعة الألمانية ذاتها تجزم بأن منظمي الجائزة تعمدوا اختيار الرسام الدنماركي فقط لإثارة الجدل وجذب أعين الصحافة والإعلام لتلك الجائزة. وربما يكون منظمو الجائزة قد نجحوا بالفعل في نواياهم الخبيثة وفي استفزاز مسلمي العالم، إلا أنهم خسروا ما هو أغلى من ذلك وهو صورتهم ومصداقيتهم أمام العالم. ومن جانبها كشفت المحامية الإيرانية الشهيرة شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للآداب أنها غادرت الحفل بعد أن وجدت فسترجارد، وأكدت أنها لم تكن تعلم بوجوده في الحفل من قبل. أما الصحفي الإيراني أكبر جانزي المعروف بنقده لنظام الحكم الإيراني فلم يذهب للحفل ليتسلم نفس الجائزة رغم وصوله ليبزج، وذلك لعلمه بوجود فسترجارد. كما وُجهت العديد من الانتقادات إلى هذا الحفل لعدم إعلانه عن قائمة المتواجدين فيه لتسليم الجائزة ودافع المنظمون عن ذلك بأنه "لأسباب أمنية".