تأكيدا على أن رحمة الله وسعت كل شيء، تمكن طبيب أمريكي من إيجاد علاج للصياد الإندونيسي البسيط ديدي الشهير بلقب "الرجل الشجرة". فبعدما فقد صياد السمك المسكين ديدي الأمل في الشفاء و أصبح متيقنا من أنه سيموت قريبا نظرا لتنامي جذور شبيهة بجذور الشجر في شتى أجزاء جسمه، جاء طبيب أمريكي ليعيد إليه الامل في الشفاء من هذا الفيروس الغريب الذي أصابه بعد جرح أصابه في ركبته خلال مرحلة المراهقة. وكان مرض ديدي قد بدأ بعدما انتشرت أشرطة غريبة الشكل بين أجزاء جسمه بدون قيود جعلته بعد فترة قصيرة عاجزا عن القيام بأي من مهام الحياة اليومية، وتسببت هذه الأشرطة في طرده من العمل وهجر زوجته له تاركة له ابنتيه ليعتني بهما رغم حالته الصحية السيئة. ولأسباب مادية اضطر ديدي للإنضمام إلى "عرض الغرائب" ليقدم مشاهد مضحكة أمام جمهور مستعد لدفع قليل من النقود له بجانب آخرين مصابين بأمراض غريبة أخرى. ولكن بعد كل هذه الأحداث المؤسفة، فوجيء ديدي بطبيب أمريكي متخصص في الأمراض الجلدية يأتي إلى قريته الواقعة جنوب العاصمة جاكارتا خصيصا لمعالجته، مؤكدا على انه قادر على علاج ديدي وقلب حياته رأسا على عقب. ومن جانبه كشف الدكتور انتوني غاسباري من جامعة ماريلاند أن ديدي مصاب بفيروس بابيلوما البشري "أتش بي في" وهو التهاب غير شائع كثيرا ويتسبب في نمو أشرطة لدى المصابين به، موضحا ان ديدي مشكلته الأساسية هي انه مصاب باختلال جيني نادر أعاق جهاز مناعته من مواجهة هذا الفيروس الذي انتشر في جسده. وقال الدكتور غاسباري إن احتمال ظهور هذا المرض لا يزيد عن 1 في كل مليون شخص وأكد أن مرض ديدي يمكن الشفاء منه تماما من خلال أخذ جرعات كبيرة من فيتامين A القادر على إيقاف نمو تلك الأشرطة. ونقلا عن صحيفة الديلي تلجراف اللندنية، قال الدكتور إن ديدي "لن يتمتع بجسم طبيعي تماما لكن الأشرطة ستتقلص في الحجم إلى النقطة التي يصبح فيها ممكنا بالنسبة له أن يستخدم يديه".