هل الاعلام الرياضي هو المتهم الاول فى ازكاء روح التعصب بين الجماهير بعد ما نشاهده من تصفية للحسابات الشخصية وبعد عن الحيادية والموضوعية فى تناول القضايا الرياضية أو تحليل المباريات عبر البرامج الرياضية التى يقدمها بعض لاعبي الكرة الكبار واستخدامهم ألفاظاً مبتذلة متدنية تصل أحياناً إلى درجة "الردح" لجذب اكبر عدد من المشاهدين وبالتالى زيادة الإعلانات وارتفاع هامش الربح على حساب القيم والمبادئ التي انهارت أمام "سبوبة" القنوات الرياضية الخاصة. وهل نحن لا نتعلم الدرس إلا بعد وقوع الكارثة كما حدث في أزمة الجزائر التى كان أحد أسبابها الرئيسية بعض مقدمي تلك البرامج الذين لا يملكون اى مؤهل سوى أنهم لاعبو كرة قدم فقط حتى إن بعضهم لا يصلح لتقديم الإذاعة المدرسية. فما حدث من جماهير الزمالك من اعتداءات وتحطيم للنادي الأهلي يدق ناقوس الخطر بشدة على مدى تغلغل التعصب في النفوس التى أصبحت تميل دائماً لاستخدام العنف للتعبير عن آرائها بدلا من ثقافة الحوار. حيث لا يوجد سبب جوهري لارتكاب مثل هذه الأفعال الهمجية سوى الكره الكامن داخل الأنفس للنادي الاهلى الذى يتمثل جلياً في أحداث مباراة كرة اليد بين الاهلى والزمالك خاصة أن هذه الأحداث لا علاقة لها بالمباراة، فوائل رياض لاعب الاهلى السابق الذى شاءت الأقدار أن يمر ساعتها من أمام النادى تم الاعتداء عليه وتحطيم سيارته لا لشيء سوى انه أهلاوي. الذي رأيناه أيضا فى مباراة الاهلى والاسماعيلى الاخيرة التى لن تؤثر نتيجتها فى مسيرة كلا الفريقين فى دورى أبطال أفريفيا وهى مجرد تحصيل حاصل بغض النظر عن كل ما يقال عن سوء أداء الأهلى لاعبين وجهازاً فنياً. ولكن تم تحميل هذه المباراة فوق ما يمكن أن تتحملها ولكنها فى النهاية فضحت مدى تغلغل كره الاهلى فى النفوس. ولاننسى ما فعلته جماهير الاهلى فى مباراة الاهلى والزمالك فى دور ال 16 من كأس مصر عندما رفعت لافتة تتهم نادى الزمالك بأنه ناد كان تابعاً للاحتلال الانجليزي وما يمثله ذلك من إهانة لتاريخ هذه النادى العريق. وما فعلته جماهير الاهلى من مصادمات مع رجال الامن فى مباراة الاهلى وكفر الشيخ الودية. وما شهدته مباراة كرة السلة بين الأهلى والزمالك حيث أشغلت جماهير الاهلى النيران فى أحد مشجعي نادى الزمالك. فهل يعقل أن يرضى أحد أن تعتقل الشرطة ابنه أو أخاه أو تعتقله هو شخصيا سواء كان من جماهير الاهلى أو الزمالك نتيجة قيامه بأعمال شغب من أجل مباراة كرة ؟!