كل يوم يمر تمضى فيه مصر نحو الهاوية... حيث تغرب الشمس على السيئ لتشرق على ما هو أسوأ. فكل شيء هنا مباح طالما أنك تملك المال أو السلطة لتصبح فوق القانون الغائب عن الأقوياء والحاضر على الضعفاء. فهذا البلد يعانى نقصاً حاداً في سيادة القانون مما أوجد دولة داخل الدولة. فهناك دولة رجال الأعمال الذين عطلوا مشروع مصر النووي لمدة خمس سنوات حيث كانوا يطمحون إلى استغلال أرض الضبعة وتحويلها إلى منتجعات سياحية ترفع أرصدتهم فى البنوك، واشتروا معظم أراضى الدولة بأبخس الأثمان وبالأمر المباشر كأرض "مدينتى" ويقال إن هناك 126 مدينة أخرى تم تخصيص أرضها بالمخالفة للقانون. وأيضا دولة رجال الأعمال هم الذين استوردوا صفقات القمح الفاسدة، بل وعطلوا "حملة القمح" التي أطلقها وزير الزراعة السابق أحمد الليث، وأقنعوا الوزير الحالي بأن شراء القمح أرخص من زراعته فى مصر حيث يبلغ سعر الاردب المستورد 180 دولاراً بينما المحلى 210 دولارات، لذا تركوا الفلاح المصري يدور بقمحه ولا يجد من يشتريه، والآن ارتفع السعر بشدة بعد أزمة القمح الروسي وما زال معرضاً للارتفاع، كل هذا ليستفيد رجال الأعمال من كعكة القمح البالغ حجمها 12 مليار جنيه ناهيك عن المبيدات المسرطنة واللحوم الفاسدة ، حتى رجل الأعمال ممدوح إسماعيل الذي قتل 1200 مصري فر هارباً إلى لندن بمساعدة رجال من الحكومة حيث كان عضواً معيناً بمجلس الشورى؟! وتأتى أزمة كاميليا شحاته زوجة كاهن دير مواس ومن قبلها وفاء قسطنطين لتعلن أن مصر أصبحت دولة ضعيفة فى مقابل دولة الكنسية. فبأى حق تقوم الكنيسة باحتجاز وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة، هل تقوم بدور وزارة الداخلية، وتحتجز مواطنين مصريين بغض النظر عن كونهم مسلمين أو مسيحيين؟. ثم تأتى تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، الرجل القوي داخل الكنيسة الأرثوذكسية المرشح بقوة لخلافة البابا شنودة الثالث لتزيد الموقف تعقيداً وتصب مزيداً من الزيت على النار فقد رفض بشدة الدعوة لإخضاع الأديرة لرقابة الدولة، أسوة بالمساجد، إلى حد أنه لوح ب "الاستشهاد" فى مواجهة سيناريو من هذا النوع، واصفًا الأقباط بأنهم "أصل البلد"، وأن المسلمين "ضيوف حلّوا علينا ونزلوا فى بلدنا واعتبرناهم إخواننا"، وتساءل: "كمان عايزين يحكموا كنايسنا"؟. كما أعلن فى حواره رفضه تطبيق أحكام القانون المصري، وأن البابا شنودة خط أحمر. وبالطبع فى أول حواره أكد حبه وولاءه للرئيس مبارك ونجله جمال. رغم أن الرئيس مبارك نفسه ونجله جمال ليس خطاً احمر. ولكن في غياب القانون تكثر الفئران والتى تخرج فى وضح النهار لتنشر الطاعون دون أن يوقفها أحد.