تمكنت هدى عبد الناصر، ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، من استقطاب اهتمام المشاهدين، وإثارة دهشتهم، عندما صرّحت في أثناء استضافتها في برنامج "دوام الحال" مع الإعلامية "لميس الحديد"، باستمرارها في اتهام الرئيس الراحل أنور السادات، بتدبير مقتل أبيها، مؤكدة رأيها، بأن مجلة "واشنطن بوست" هي الأخرى اتهمت السادات بنفس الاتهام. وقالت إنها عندما خسرت قضيتها في اتهام السادات لصالح ابنته رقية، دفعت لها التعويض الذي نصت عليه المحكمة، وإن لم تتراجع عن قناعتها بأنه كان متورطا في موته. وأكدت هدى أنها ظلت طوال هذه السنوات الفائتة، تنقب في أوراق والدها، بحثا عن أي وثائق تساعدها في الكشف عن حقيقة الأحداث التي كانت تجري في عهد والدها، وتمكنها من رسم صورة حقيقية له، ولعهده، وهو ما تمكنت بالفعل من الوصول إليه، بعد وصولها لبعض الوثائق التاريخية الهامة التي لم يكشف عنها النقاب بعد. وقالت هدى إنها عثرت على بعض الأوراق التي كانت موجودة في سكرتارية الرئاسة، بعد أن تم نقلها إلى قصر عابدين، ومنها بعض الوثائق التي كتبها عبد الناصر بخط يده وهو في السابعة عشرة من عمره، بالإضافة لمسودة خطاب ألقاه في مظاهرات عام 1935 تشبه الخطب التي ألقاها في بداية الثورة. وكشفت هدى أن عبد الناصر كان يحتفظ بعدد من الخطابات يزيد على المائة، في الوقت الذي اشتعلت فيه حرب فلسطين، معظمها من الأقارب الذين كانوا يطمئنون عليه، والأصدقاء الذين كانوا يهنئونه بترقيه، ومنها أيضا التي كان عبد الناصر يرسلها إلى والده وتبدأ بقوله "اقبل أيديكم الكريمة". وهناك وثيقة أخرى أرسلها الدكتور محمود فوزي لعبد الناصر، مكونة من 300 صفحة، بالإضافة لعدد من اللقاءات التي تخص العدوان على مصر عام 1956 وحتى آخر عام 1957، وانسحاب اليهود. ومن أجل الحفاظ على كل هذه الوثائق، التي تحمل جزءا هاما من تاريخ مصر، وإعادة إحياء فكر عبد الناصر، وتبرئة ساحته من كل التشويه الذي ناله بعد حرب أكتوبر، أعلنت هدى نيتها إصدار مجموعة من الكتب تتعرض لتاريخ والدها، وآرائه حول الاشتراكية وصراعه مع الشيوعيين، متضمنة هذه الوثائق. وفي أثناء البرنامج، طالبت هدى بإعادة صياغة التاريخ بصدق، وبعيدا عن المطامع والأهواء الشخصية والمصالح الخاصة، وبأن تفرج الدولة عن الوثائق السرية التي تحتفظ بها، وتخص بعض القضايا التي نحن في أمس الحاجة لمعرفة حقيقتها. كما طلبت من المشير طنطاوي، وزير الدفاع، السماح لها بمطالعة الملف العسكري لوالدها لضم بعض المعلومات منه إلى الكتب التي تنوي إصدارها. ونفت هدى في نفس الوقت أن تكون قد طلبت من بعض الرؤساء العرب تمويل هذه الكتب، مؤكدة أنها تملك ما يكفي بالفعل لتدشين هذا المشروع وإن كانت تنتظر الانتهاء من بعض التفاصيل الهامة قبل الشروع فيه.