فنانة من طراز خاص.. استطاعت أن تحقق نجاحات متوالية في حياتها الفنية.. حيث حافظت طيلة فترة تواجدها على الساحة الفنية أن تقدم ما يناسبها من أغنيات ومن اجل ذلك رفضت العديد من عروض شركات الإنتاج وابتعدت عن سوق الحفلات اللايف... إنها الفنانة سميرة سعيد والتي تشهد حاليا نشاطا كبيرا سواء من ناحية الحفلات أو التواجد الفني... عيون ع الفن يلتقي سميرة في هذا الحوار... *في البداية نود أن نبارك لك اختيارك ضيفة شرف حملة التبرع بالدم.. ونسألك عن هذه المشاركة؟ **أنا سعيدة جدا بهذه المشاركة وبهذا الاختيار والذي يضيف إلى حياتي الفنية المليئة بالأحداث والأغنيات والحفلات والكليبات، حياة أخرى وشقا آخر إنسانيا، شق يجعلك تشعر بأن لك قيمة أخرى غير إسعاد الناس، ولك أن تتخيل أن هذه المرة من المرات القليلة التي شعرت وتأكدت فيها أن اسمي على مسمى سميرة وسعيد في آن واحد. *وما هو برنامجك للعمل مع الفريق.. وكيف جاء التعاون؟ **لا أخفيك سرا أنني كنت أتمنى أن أكون معهم من البداية، لأن أعمال الخير هي التي تبقى ويؤجر عليها الفرد مرتين مرة في الدنيا ومرة أخرى في الآخرة، وأنا كنت متابعة جيدة لعمل هؤلاء الشباب، والذين اتخذوا من التبرع بالدم وسيلة لخدمة المجتمع، وعن الاتصال بهم فقد جاءني اتصال من المخرج جميل جميل المغازي يخبرني بالأمر وبطلب الشباب الاشتراك معهم، فوافقت على الفور ودون أي شروط. وبالنسبة للبرنامج الذي سأعمل معهم به فسيكون من خلال دعوة معجبي سميرة في مصر والدول العربية للتبرع بالدم للمحتاجين لان قطرة الدم تساوي حياة، إلى جانب المشاركة في حملات الدم التي سيتم تنظيمها في الجامعات والمراكز الشبابية. *لو انتقلنا للجانب الفني في حياة سميرة.. دعينا نتحدث عن عودتك لسوق الحفلات اللايف؟ **أنا سعيدة جدا لعودتي لذلك السوق بعد غيابي عنه لسنوات، وطبعا كان الأمر بيدي، ولكن لم أكن أحب ذلك إلى أن جاءتني الحفلات التي قدمتها منذ أسبوعين في المغرب والحمد لله حققت نجاحا مبهرا وتأكدت تماما أن الجمهور مازال ينتظر سميرة في الغناء اللايف كما ينتظرها في الألبومات. *ولماذا كان ابتعادك من البداية عن إحياء الحفلات اللايف؟ **بصراحة لم أجد العرض الذي يرضيني ويرضي الجمهور الذي يدفع المال ليستمع إليَّ ويشاهدني، فإذا لم أقدّم له جديداً لن يخرج من منزله ليحضر الحفلة، ولك أن تتخيل معي أن ثمة حالة من الإبهار البصري والسمعي تسيطر على الحفلات العالمية سواء على مستوى الصوت أو الإضاءة، ولا أعرف لماذا لا نستطيع اعتمادها في حفلاتنا، ولماذا نرضى بأن نكون أقل منهم. *وهل وجدت ذلك في حفلاتك الأخيرة؟ **بالتأكيد، فقد اشترطت على إدارة المهرجان ذلك، وساعدني في تنفيذ أفكاري منظم الحفلات المصري وليد منصور، والذي قدمني على مسرح مليء بالإبهار البصري والسمعي الذي كنت أتمناه واحلم به في حفلاتي. *شاركت مؤخرا الغناء مع فريق الراب "فناير".. ما الذي حمّسك للإقدام على هذه التجربة؟ **منذ بداياتي في عالم الغناء وأنا أبحث عن أغنية باللهجة المغربية ترضيني وترضي أهلي في المغرب وجمهوري في العالم العربي، إلى أن قدّم لي فريق "فناير" فكرة أعجبتني بشدة وقرّرت المضيّ فيها، والحمد لله أعتقد أن التجربة كانت ناجحة، والأغنية حققت نجاحا كبيرا كما كنت أتوقع. *لو انتقلنا لألبومك الجديد هل صحيح أنك قررت إنتاجه على نفقتك الخاصة؟ **نعم، فبعدما أنهيت تعاقدي مع شركة "عالم الفن" لم أجد أفضل من أن أنتج ألبومي الجديد بنفسي لاسيما في ظل الظروف التي تعانيها شركات الإنتاج، والتي يحولونها على المطرب فيسيئون لتاريخه ولفنه، ولا يقدمون له الدعاية المناسبة وغيرها من الأمور التي أرفضها. *تردّد أنك رفضت عروضاً عدة من شركات الإنتاج، لماذا؟ **لأنها لم تكن مناسبة لي، بالإضافة إلى أن شركات الإنتاج تخاف من التعامل مع النجوم الكبار لأن أجورهم ضخمة، فأنا مثلاً أرهق الشعراء والملحنين والموزعين الذين أتعاون معهم وأطلب منهم إعادة الكتابة والتلحين مراراً، لذا يستغرق العمل في تحضير الألبوم وقتاً وبالتالي تأجير الاستوديو مدة أطول، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف. *ومفاوضاتك مع روتانا؟ **بالفعل كانت هناك مفاوضات مع روتانا بشأن العمل معهم، ولكننا لم نصل إلى اتفاق يرضي الطرفين. *هل تجربتك الإنتاجية هذه هي الأولى؟ **منذ سنوات أنتجت أغنية "سينجل" بعنوان "الحب اللي أنا عايشاه"، ولكنها لم تكن تجربة إنتاجية متكاملة، فقد كانت مجرد أغنية واحدة. *ألا تعتقدين أن الإنتاج قد يستنزف طاقاتك الفنية؟ **قد يكون الأمر مرهقاً، خصوصاً أنني أدخل للمرة الأولى مجال الإنتاج بشكل احترافي، إلا أنني لم أذق بعد مرارته كوني أتعامل ضمن دائرة أصدقائي من الشعراء والملحّنين. *ألا تخشين الخسارة المادية في ظلّ الكساد الذي تعانيه سوق الكاسيت؟ **الخسارة واردة وحاضرة في ذهني وفي أي عمل كان من الممكن أن ينجح أو يفشل، أن يحقق أرباحا أو يحقق خسائر، وأنا على يقين بأن الألبوم سيتم تحميله على مواقع الإنترنت بمجرّد صدوره، وأذكر أنه بعد صدور ألبومي "يوم ورا يوم" بساعة اتصل بي أصدقائي في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتهنئتي عليه وأكدوا لي أنهم استمعوا إلى الأغنيات على مواقع الإنترنت، لذا لا أستبعد الخسارة. *بصراحة.. هل تتابعين الأعمال الغنائية الجديدة؟ قاطعت القنوات الغنائية تجنّباً لتلويث سمعي وكره الموسيقى التي أعشقها. منذ فترة اتصلت بي شيرين عبد الوهاب وطلبت مني متابعة كليبها الجديد فسألتها عن موعد عرضه، وبعدما شاهدته غيّرت المحطة فوراً. *وهل أعجبك الكليب؟ **أعجبتني فكرته فهي رقيقة وصورته هادئة. عموماً، تذكرني خيارات شيرين عبد الوهاب بخياراتي وتعجبني أغانيها لأنها تشبهني في كثير من ملامحها. *وما مصير مشروع الدويتو المشترك بينكما؟ **المشروع مازال قائما ولكننا لم نستقرّ بعد على شكل واضح ومحدّد للمشروع، تبحث كل واحدة منا عن فكرة مشتركة تليق بنا. *اتجه العديد من المطربين حاليا لإعادة غناء أغنياتهم القديمة..الم تفكري في ذلك؟ **طبعا فكرت في هذا الأمر جدياً، خصوصاً الأغنيات التي لم تصبها الشيخوخة مثل أغنية "مش هتنازل عنك أبدا" والتي فوجئت بالشباب الصغير يغنيها رغم أنها قدمت من سنين، وأرى أنها تناسب هذا العصر لو أعيد توزيعها باستعمال الآلات الموسيقية الحديثة، والمشروع قائم ولكن بعد أن أنتهي من ألبومي الجديد. *يلاحظ البعض أنك تصرّين دائما على إظهار نبرة القوة والصمود في أغنياتك.. لماذا؟ **لأنني أعشق القوة والصمود وأكره الانكسار، خصوصاً للمرأة، وأفضّل أن تظلّ المرأة قوية وصامدة حتى لو خانها الرجل فأنا ضد الاهانة. *ولكن اسمحي لي لقد حصلت المرأة على كافة حقوقها؟ **مع احترامي لكلامك فلم تحصل المرأة في المجتمعات العربية سوى على جزء بسيط من حقوقها على رغم ازدياد الأصوات التي تؤكد أنها حصلت عليها كاملة، لذا عليها الاستمرار في سعيها وألا تتنازل عن المطالبة بحقوقها كاملة.