القاهرة: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ ) هي أول وكالة إقليمية في الشرق الأوسط، .. استقر وضعها عام 1978 كمؤسسة صحفية قومية تتبع مجلس الشورى, وهي تحتل اليوم المركز الحادي عشر في ترتيب وكالات الأنباء العالمية، وفق تقرير لمنظمة اليونيسكو . جريدة الحياة التى تصدر فى لندن نشرت اليوم موضوعا متميزا عن هذه الوكالة الصحفية العريقة التى تبث يوميا نحو 500 خبر في نحو ربع مليون كلمة بالعربية والانكليزية والفرنسية . رأسمال 20 الف جنيه قالت الحياة إن وكالة أنباء الشرق الأوسط تأسست في 15 (ديسمبر) 1955 كشركة مساهمة تملكها دور الصحف المصرية برأسمال لم يتجاوز في ذلك الوقت 20 ألف جنيه (نحو ثلاثة آلاف دولار)، ثم شاركت الحكومة المصرية بالنصف بعد بضعة أشهر. 500 خبر يوميا أما اليوم، فتبث "أ ش أ" التي يرأس مجلس إدارتها وتحريرها الصحفي عبدالله حسن نحو 500 خبر في نحو ربع مليون كلمة بالعربية والانكليزية والفرنسية، وتضم شبكة من 38 مراسلاً حول العالم. وكانت بدأت في عام 1996 بث خدماتها عبر ثلاثة أقمار اصطناعية تغطي قارات أفريقيا وأوروبا وآسيا والأميركتين. 6 خدمات اخبارية فى وقت واحد وهي تقدم ست خدمات إخبارية في وقت واحد، تبث كل منها نحو 18 ساعة يومياً على الأقل. وتشمل هذه الخدمات الإخبارية النشرة العربية المحلية، وهي موجهة إلى المشتركين داخل مصر، والنشرة العربية الخارجية وهي موجهة إلى المشتركين خارج مصر، إضافة إلى نشرتين بالانكليزية والفرنسية، والنشرة الدولية الخاصة والنشرة الاقتصادية. كما يضم هيكل الوكالة خدمة صحافية أخرى تتمثل في التحقيقات الصحافية وخدمة الصور. ضعف الموارد يحول بين التطوير وذكرت الحياة ان الوكالة إلى إنشاء مزيد من المكاتب في عواصم عالمية، إلا أن ضعف الموارد المالية يحول دون ذلك، إذ إن جزءاً كبير من تمويلها يأتي من الدولة، في مقابل ما تقدمه من خدمات إعلامية وجزء آخر من تحصيل قيمة الخدمات عن الاشتراكات، خصوصاً أن وكالات الأنباء لا تحصل على إعلانات ولا تملك مطابع تجارية. ادخال خدمة الرسائل القصيرة وتقدم رئيسها منذ فترة بمذكرة إلى رئيس مجلس الشورى ورئيس المجلس الأعلى للصحافة صفوت الشريف لمضاعفة قيمة الاشتراكات لزيادة موارد الوكالة المالية. وبالفعل تمت الموافقة على الأمر إلى جانب إدخال خدمة الرسائل القصيرة على الموبايل. وحين تعطلت الوكالة عن البث نحو 4 ساعات منذ عام تقريباً، أرجع البعض ذلك إلى قطع وكالة الأنباء الفرنسية، المسؤولة عن تطوير الوكالة، الإرسال بسبب تراكم ديونها المستحقة لها منذ ثلاثة أشهر، والتي بلغت 48 ألف يورو. لكن حسن نفى بشدة ذلك، مؤكداً أن العطل فني بحت، بسبب انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة الكائنة فيها الوكالة التي استأنفت عملها بعد نحو ساعتين. المنافسة ليست فى صالحها ويرى الدكتور عمار علي حسن، الصحفي في الوكالة والباحث في علم الاجتماع السياسي، ان "أ ش أ" لم تسلم من التأثيرات السلبية التي خلفتها ثورة الإعلام الجديد، خصوصاً الفضائيات وشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، التي تنتج أخباراً على مدار الساعة وبطريقة أكثر تكاملاً وإبهاراً مما تبثه الوكالة. وعلى رغم أن الأخيرة حاولت أن تعوض هذا باعتماد نظام "المالتي ميديا"، إلا أنها لم تعن بهذا التطور إلى الدرجة التي تعوضها عن تراجع مكانتها لحساب الإعلام الجديد. الزمن ليس فى صالح الوكالة ويضيف: "ما زاد الطين بلة تراجع الإمكانات المادية للوكالة، والتي تأتي غالبيتها من إعانة الدولة، وتأخر إنفاقها على التدريب الجاد لكوادرها، وتنامي ظاهرة الفرز العكسي في توظيف الكفاءات الصحافية، وعدم وجود مركز معلومات قوي وحديث يغذي نشرة الوكالة بما تحتاجه. وأدى هذا إلى التراجع التدريجي لحجم اشتراكات الصحف ووسائل الإعلام في نشرة الوكالة مع مرور السنوات، خصوصاً مع غلبة الطابع الرسمي على إنتاجها، وبثها أخباراً كثيرة ذات طابع محلي لا تهم سوى الداخل المصري، إلى جانب اهتمام الوكالة بالكمّ على حساب الكيف، طوال العقدين الأخيرين، مع عدم القدرة على إبداع صيغة مبتكرة تمكنها من مسايرة "الإعلام الجديد" أو التغلب عليه، بما يجعل أي مدقق ومنصف يقول إن الزمن ليس في صالحها أبداً". ادارة اعلامية خاصة بالدولة ونقلت جريدة الحياة عن الشاعر رفعت سلام الذي يعمل مديراً للتحرير في الوكالة قوله : "على رغم أن الكثير من أبناء وكالة أنباء الشرق الأوسط ساهموا في تأسيس وكالات أنباء عربية عدة في ستينات القرن الماضي، إلا أنها تخلفت تدريجاً عن بقية وكالات الأنباء لتتحول مع الوقت إلى ما يشبه إدارة إعلامية خاصة بالدولة تنشر أخبار الدولة والوزراء والحكومة والنص الكامل لرئيس الدولة، باعتبارها المهمة الرئيسية والكبرى لها. أما بقية مهام وكالات الأنباء فلا أهمية لها الآن، وبالتالي لا يوجد أي تغطية لأنشطة التيارات السياسية المختلفة في مصر ولا التظاهرات المتكاثرة في الإعلام ولا لتقارير المنظمات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان أو الشفافية أو النساء". ويكشف سلام ان "في السنوات الأخيرة تقلص عدد مكاتبها الخارجية، إذ تخلو عواصم عربية مهمة من مراسلين للوكالة، وكأنها مؤسسة بيروقراطية تعاني من الأمراض الشائعة في مصر". تغطية انشطة المسئولين لا تحتاج الى اية كفاءة وباعتبارها إدارة إعلامية للدولة وليست وكالة أنباء مستقلة، فإن كل الموازنة تقريباً تستمد من الدولة. "أما في حال الاستقلالية المنشودة - يقول سلام - فلا بد من أن نشهد الكثير من التغييرات الهيكلية التي تؤسس العمل لتصبح قادرة على تمويل نفسها ذاتياً من خلال الخدمات التي نقدمها"، مضيفاً ان "عدد من يعملون من الكفاءات الصحافية أقل بكثير ممن دخلوا الوكالة عن طريق الواسطة. والكثير من هذا القليل يجري تهميشهم وإبعادهم عن مسار العمل بحجة أو بأخرى، وغالباً لأسباب شخصية. ذلك أن المطلوب الآن لم يعد المنافسة مع وكالات الأنباء الأخرى ولا تقديم خدمة رفيعة المستوى، بقدر ما أصبح تغطية نشاطات وتحركات مسؤولي الدولة، وهذا أمر لا يحتاج بطبيعة الحال إلى أي كفاءة". ومن الموضوعات الاخرى التى ألقت جريدة الحياة الضوء عليه فى عدد اليوم: سليمان:الجيش اللبناني أساس الشرعية وعلى أصدقائنا مساعدتنا في تسليحه باكستان: مناطق الفيضانات ألف كيلومتر ... والمنكوبون 15 مليون مشرّد عدنان جمعة من غسل الصحون في "القاعدة" ... إلى "قيادة عملياتها الخارجية"