أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق أن قضية القدس إسلامية في المقام الأول وتخص 1.5 مليار مسلم في شتى بقاع العالم، ونحن اختزلناها وتعاملنا معها خطأ على أنها قضية فلسطينية، كما أكد أن المسجد الأقصى مقدس إسلامي، وأن دعوته لزيارة القدس، تنطلق من الحرص على تأكيد الحق الإسلامي في القدس وبيت المقدس. وأشار الدكتور زقزوق في حوار أجرته معه "الشرق الأوسط" بمكتبه في مقر الوزارة بالقاهرة إلى نجاح تجربة توحيد الأذان، وأنه سيبدأ تطبيقها تدريجيا على أحياء القاهرة مع أول شهر رمضان المبارك، على أن تعمم على باقي مساجد الجمهورية مع نهاية هذا العام، وذلك للقضاء على العشوائية في الأذان، وإنهاء "حرب الميكروفونات". مقتطفات من الحوار: تصريحاتك عن زيارة القدس أثارت ردود أفعال سلبية لدى الرأي العام، هل ما زلت على رأيك؟ وماذا وراء تلك الزيارة؟ - نحن نتعامل مع قضية القدس تعاملا خاطئا، واختزلناها على أنها قضية فلسطينية، وهذا أمر غير صحيح، فالقضية إسلامية صرفة تخص 1.5 مليار مسلم، وهذا أمر منصوص عليه في القرآن الكريم في قول الله سبحانه وتعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ"، وكذلك حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى". وكان المسلمون في السابق من عادتهم أن يذهبوا إلى المسجد الأقصى قبل ذهابهم إلى الحج، بينما نجد الآن مخططا إسرائيليا واضحا لتهويد القدس كلها ولتفريغ القدسالشرقية من أهلها، ولتخريب المسجد الأقصى، ثم إن إسرائيل لا تعبأ بأية قرارات أو استنكارات تدين هذا المخطط وتطالب بإيقافه.. إن دعوتي لزيارة القدس ليست جديدة، بل ترجع إلى 14 عاما مضت، حيث كنا في ندوة بنقابة الصحافيين المصرية وحضرها قداسة البابا شنودة وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وأكدت على ضرورة أن يتعامل المسلمون مع قضية القدس بأسلوب مختلف وأن يذهبوا بعشرات الألوف لزيارة القدس، ونحن كمسلمين لنا هدف محدد، ولكن نضيعه في إطار المزايدات والاستنكارات والإدانة. البعض وصف دعوتك تلك بأنها تعتبر بمثابة تطبيع مجاني مع إسرائيل.. ما رأيك؟! أنا لا أدعو بأكثر مما فعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع المشركين في السنة الثالثة من الهجرة حينما أراد أن يعتمر ومعه 1400 من الصحابة وأبرم معهم صلح الحديبية.. أنا أريد تأكيد الحق الإسلامي للمسلمين جميعا في هذا المكان، ولكن من ادعى أن ذلك ترويج للاقتصاد الإسرائيلي وتشجيع للسياحة الإسرائيلية.. أقول لهؤلاء ومن يتمسك بعدم زيارة القدس إلا بعد تحريرها إنني أخشى كل ما أخشاه ألا تجدوا وقتها ما تزورونه بعد ما تكون إسرائيل قد حققت مخططها في القدس وغيرها. - الإسرائيليون رحبوا بالزيارة ظنا منهم أنني سأذهب كوزير أوقاف وتكون القطيعة انتهت، وهذا غير صحيح لأني أوجه دعوتي إلى 1.5 مليار مسلم في العالم بوصفي مسلما، أن يذهبوا للقدس طوال العام، فإذا رفضت إسرائيل فيكون من حق المسلمين التوجه إلى المجتمع الدولي بحجة أن إسرائيل تبطل شعيرة دينية للمسلمين، وبالتالي تكون ورقة ضغط قوية بدلا من القطيعة السلبية الحالية للمسلمين. " كيف ترى فتاوى الفضائيات وفضائيات الفتاوى التي أصبحت الآن موضة العصر.. وهل برأيك يمكن أن تحقق وعيا إسلاميا صحيحا؟ للأسف الشديد تلك الفضائيات شغلت الناس بهامشيات الدين وتركت جوهره، وهذا شيء في منتهى الغرابة، ومشكلة المسلمين ألخصها في كلمة واحدة هي التخلف، وما يوجد في عالمنا العربي والإسلامي من أحدث المنتجات والمباني الشاهقة وغيرها ما هو إلا قشرة حضارية ظاهرية ولكنها ليست الحضارة على الإطلاق، فنحن أصبحنا زبائن دائمين في سوبر ماركت الآخرين. وأتساءل: أين محو أمية المسلمين، فمن العار أن يكون أكثر من نصف العالم الإسلامي أميا لا يقرأ ولا يكتب، في الوقت الذي يمحو فيه العالم الغربي الأمية التكنولوجية، ونحن ما زلنا نمحو الأمية الأبجدية... أليس هذا من العار؟!.. أدعو تلك الفضائيات أن تكف عن ذلك الغثاء وتركز في حل مشكلة التخلف في عالمنا العربي والإسلامي. " من التصريحات التي أثارت أيضا جدلا واسعا في مصر وخارجها عزمك تطبيق تجربة الأذان الموحد فماذا عنها؟ وهل هذا مخطط أميركي كما يقولون؟ - لدينا عشوائية في الأذان وحرب ميكروفونات وتشويش لا يليق بشعيرة الأذان، ونحن مأمورون بأن نردد وراء المؤذن فكيف يتم ذلك وكل مؤذن يتفنن في التشويش على الآخر، فأردنا وضع حد لذلك عن طريق الأذان الموحد حتى نعيد للأذان قدسيته، لأنه إعلام للناس بدخول وقت الصلاة، والمطلوب جذب المسلمين للمسجد، بعكس ما يحدث الآن. إذن.. متى سيتم تطبيقه؟ انتهينا من التجارب الأولية بدون مشاكل والحمد لله وسنبدأ تطبيقه بحي مصر الجديدة مع بداية شهر رمضان المبارك ونتدرج في باقي مساجد الأحياء في القاهرة ثم مساجد الجمهورية على نهاية هذا العام. ألا ترى أن عجز المجتمع الدولي عن تسوية مشكلة الشرق الأوسط له دور كبير في انتشار الإرهاب في المنطقة؟ أتفق معك وأؤكد أنه لو تم حل مشكلة الشرق الأوسط لتم القضاء على أكثر من 90 في المائة من ظاهرة الإرهاب، وإخواننا الأميركيون يجب أن يتنبهوا لذلك، حيث لا توجد مشكلة في العالم ظلت أكثر من 60 سنة إلا مشكلة الشرق الأوسط.. الإرهاب دخل بعد الغزو الأميركي، ونحن لا نضع حدا للإرهاب بل هم الذين وسعوا دائرته.