تماما مثل التقلبات الجوية، يتبدل مزاج الأطفال قبل سن المدرسة بسرعة. وقد تلاحظين في وقت ما أن طفلك يرفض حنانك واهتمامك، والأسباب لا نهاية لها، لكننا سنذكر لك فيما يلي أكثرها شيوعا وكيف يمكنك التصرف إزائها: يوم سييء مثل الكبار، يمر الأطفال أيضا بأيام يشعرون فيها بالرغبة في البقاء بمفردهم وعدم التحدث مع أي شخص أيا كان. يرجع هذا لشعور الصغير بالإحباط وخيبة الأمل نتيجة لمروره بخبرة سيئة خلال يومه، فقد يكون قد تشاجر مع أقرب أصدقائه أثناء لعبهما سويا بالحديقة، أو تعرض لسخرية بعض زملائه بالحضانة. في جميع الأحوال، ستجدينه يرفض أحضانك وقبلاتك لأنها لن تجعله يتغلب على حزنه، لذا فكل ما عليك هو احترام حزنه ورغبته في البقاء بمفرده، لكن أخبريه أنك موجودة لتقديم المساعدة في أي وقت يريد. طفلك غاضب منك مشاعر الأطفال في هذه السن تكون معقدة، ولا يمكنهم التعبير عنها بالكلمات بشكل دقيق. فقد يغضب طفلك منك لأنه افتقدك بعد أن تركته بالمنزل وخرجت بمفردك لقضاء بعض الاحتياجات أو الذهاب للعمل، أو لأنك تقضين الكثير من الوقت في رعاية مولود جديد وانشغلت عنه. إذا شككت أن هذا هو سبب رفض طفلك لاهتمامك أو بعده عنك واجهيه بأسئلة مباشرة، وعديه بأنك ستقضين وقتا أطول معه، أو ادعيه للخروج في نزهة دون اصطحاب طرف ثالث. رغبة الطفل في الاستقلال في عمر عام واحد قد يبدو طفلك ملتصقا بك لأبعد الحدود، ولكن بمجرد بلوغه الثالثة أو الرابعة من العمر ستلاحظين أنه يرفض حتى أن تقتربي من ألعابه وعالمه الخاص. قد يرجع سبب ذلك لانخفاض درجة احتياجه إليك كلما تقدم به العمر، أو قد يكون ذلك تعبيرا عن رغبته في الإحساس بكيانه والتفرغ لاستكشاف العالم من حوله دون تدخل منك. حاولي عدم محاصرة طفلك بالأحضان والقبلات طوال الوقت، بل وفريها لوقت النوم أو عندما يكون هو غير مشغول باللهو والاستكشاف. أهم ما في الأمر هو أن يثق طفلك في حبك له واهتمامك به، وعندما يتحسن مزاجه سيأتي من نفسه باحثا عن حنانك.