حاولت كثيراً أن أنجو أن أخرج من تيه الأحزان فالقلب القابع خلف الجدران تتحرك فيه نوبات العصيان إنه ذلك الحزن العميق الساكن فى الأعماق، الذى يرسم بفرشاته لوحات لأيامنا ويلون الأفق الممتد فى عيوننا بألوان باهتة. حيث لاشىء سوى السحب الحبلى بالأحزان التى تعلو هامات الناس الذين ينتظرون أمطاراً لا تسقط ليغتسلوا فيها من آثام الصمت الذى لا ينجو منها أحد. ولا منجى سوى أن نعلن أننا نحب من أعماق تلك الأعماق التى يسكنها الحزن. فتعالى أحبك يا من لا أعرفك تعالى أشترى هواك بأيام عمرى الحزين تعالى فأنا وليدك أتعلم منك الحروف والكلمات أتعلم منك الحبو والخطوات فلا ملجأ لى سواك أخاف منك لو أعلنت حبى، وأخاف عليك لو كتمت هواك، فلا القرب منك يطفىء لظاى، ولا النأى عنك يكفكف دموعى. فأخبرينى متى يمكن أن يتحدث الصمت الذى يكسو كل الوجوه... ومتى سيأتى اليوم الذى أعلن فيه عشقى دون خوف ؟!