لولا المرأة والنهر لأصابنا الجفاف... فعندما أراد الله أن يجمع جمال كونه اللامتناهى جمعه في المرأة، فهي الشمس التي تمنحك الدفء في نهار شتوي بارد، و النسمة الرقيقة في أيام الصيف الحارة. والقمر الذي تنجيه والزهرة التي تتلذذ بجمالها وتمنحك رحيقها. وشاطئ البحر الذي تجلس إليه فتشعر أن العالم خلق لك وحدك. لقد كان آدم وحيداً فخلق الله له حواء لتملأ عليه ديناه التي لم تراها عين ولم تطؤها قدم إنها الجنة حيث كانا يعيشان. فكيف يكون كل هذا ضعفاً، كيف تكون الرقة والحنان ضعفاً؟! إن محاولة التغني بضعف المرأة ووصفه بالقوة التي وجدتها وأنا أقرأ مقال" لأنني أنثى" تعبر بوضح عن تلك المفردات التي تسكن العقل العربي الذي أظنه يحتاج إلى إعادة هيكلة من جديد. فمفردات كلمة امرأة في "لأنني أنثى" رقيقة، طيبة، حنونة، وضعيفة.." وأضع مائة خط أحمر تحت كلمة ضعيفة حيث إنني لم أر فى هيلارى كيلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية التي تقود السياسة الخارجية لأقوى دولة في العالم أو الدولة التي تحكم العالم أي ضعف بل أجد كثيراً من رؤساء وملوك عالمنا العربي يهرولون إليها، ومن قبلها كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة- رغم أنها يعنى ست بالعافية- والتي كانت تقود العالم عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكذلك المرأة الحديدية مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا في الثمانينيات والتي قادت حرب الفوكلاند. وجولدا مائير أو الجدة كما يطلقون عليها في إسرائيل ثم تسيبى ليفنى وزير خارجية إسرائيل التي -عممتنا- حيث جاءت في زيارة مصر وبعدها بدأت الحرب على غزة . أما مفردات كلمة امرأة في عقل الرجل العربي فمعظمها إن لم تكن كلها مفردات جسدية تجدها مترجمة بدقة في تلك العيون التي تكاد تلتهم من تنظر إليها. وقد يراها البعض رجساً من عمل الشيطان لذا يجب أن تظل حبيسة زنزانة لا يملك مفاتيحها إلا هو. رغم أن الله خلق لها عقلاً وقلباً كالرجل تماماً. أخيرا إلى كاتبة مقال "لأنني أنثى" يجب أن تملكي إلى جانب أنوثتك منطقاً قوياً قادراً على إدارة النقاش وإقناع الآخرين بما تريدين حتى داخل البيت بدلاً من أسلحة المرأة المعروفة في الحصول على ما تريد.