أخى الكريم الصلاة هى الصلة التى تربطك بالله عز وجل، وهى أول ما يحاسب العبد عليه إن كانت كاملة فقد نجح وأفلح وإن كانت غير ذلك فقد خاب وخسر، فمن شغل بوظيفته عن الصلاة قد تشبه بهامان ومن شغل عن الصلاة بماله فقد تشبه بقارون ومن شغل بالعناد والبعد عن الله فقد تشبه بأوبى بن خلف، والصلاة راحة فى النفس وطمأنينة فى القلب وقرب من الله عز وجل، ولذلك كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول لبلال: أرحنا بها يا بلال، ناهيك عن الفوائد الأخرى من الناحية النفسية والجسمية ومن هنا ألزمنا الله عز وجل بأداء الصلاة فى أوقاتها، قال تعالى: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"، ولكن أرى بعض الناس قد يؤخرها عن وقتها، وقد يتكاسل عن أداء بعض الأوقات وقد يسهوا كثيراً فى صلاته فلا يعطيها حقها كاملاً فى الركوع والسجود ولذلك عندما تقرأ قول الله تبارك وتعالى: فخلف من بعدهم خلفاً أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيه"، ويقول الإمام سعيد بن المسيب فى تفسير هذه الآية، ليس معنى اضاعة الصلاة تركها بالكلية ولكن أن تؤخر صلاة الظهر حتى يأتى وقت العصر وأن تؤخر صلاة العصر حتى يأتى صلاة المغرب، يقول: فمن مات وهو مصر على هذه الفعلة فقد توعده الله بالغى "وهو مسكن من يتهاون فى صلاته" فالواجب على كل مسلم أن يلبى نداء الله ويصليها فى وقتها ويحرص عليها فى جماعة فالصلاة هى المعراج للعبد فى يوم لا ينفع فيه مالاً ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.