حسام مصطفى إبراهيم - عيون ع الفن في خطوة مفاجئة، تحدث لأول مرة في قناة الجزيرة القطرية، تقدّمت خمس مذيعات باستقالتهن، دُفعة واحدة، على خلفية استيائهن -كما أُعلن- من مضايقات وانتقادات وصلت إليهن، بسبب اللبس والاحتشام والمظهر العام! والغريب في الأمر، أن من يعرف هؤلاء المذيعات، ويتابع أدائهن، يعرف يقينا أنهن محتشمات للغاية في ملابسهن، وفي طريقة التقديم اللاتي يتبعنها، مما يلقي بظلال من الشك حول السبب الذي أعلن أنه كان وراء تقديمهن استقالتهن الجماعية، ويشي بوجود أسباب أخرى غير معلنة! البعض قال إن السبب هو توجّه جديد تتبعه القناة، يدعم بعض الأفكار والسياسات غير العادلة، والتي لا تتفق مع قناعات المذيعات بأي شكل من الأشكال، ومن ثم فقد جاءت استقالتهن للتعبير عن رفضهن الشديد والقاطع للتحكّم فيهن، أو محاولة فرض أجندة سياسية عليهن بالقوة! في حين صرّحت إحدى المذيعات المستقيلات -طلبت عدم ذكر اسمها- أن السبب الرئيسي في الاستقالة، أن "سياسة القناة لا تحترم القواعد المهنية، وأن الموظف أو الموظفة لا يعامل حسب مؤهلاته وخبراته, وإنما حسب مزاجية بعض المسئولين"!، وقالت أيضا إن ما حدث نتيجة تراكمات استمرت أكثر من خمس أو ست سنوات، لم يعد من الممكن أو المقبول السكوت عليها أكثر من هذا! وذكرت التقارير الصحفية أن المستقيلات هن: اللبنانيات جمانة نمور، ولينا زهر الدين، وجلنار موسى، والسورية لونا الشبل، والتونسية نوفر عفلي، ولم يقتصر الأمر عليهن فقط، حيث شاركتهن في تقديم شكوى جماعية منذ فترة، المذيعات: إيمان بنورة وليلى الشيخلي وخديجة بن قنة، وإن كن لم يتقدمن باستقالتهن حتى الآن! ويعتقد المراقبون، أن هذه لن تكون الاستقالات الوحيدة التي سوف يتم تقديمها، خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن هناك أخبارًا أخرى عن استقالة بعض مراسلي الشبكة أيضا، بينهم مدير مكتب القناة في القاهرة حسين عبد الغني، ومراسلين آخرين، أحدهما في اليمن والآخر في ألمانيا، كما أن عرار الشرع أحد مسئولي التحرير، سيلتحق بقناة "الحرة"، وكذلك إسلام صالح الذي كان فيما مضى مديراً لمكتب الجزيرة في الخرطوم، قبل أن تبعده السلطات السودانية. حالة الاحتقان التي تسود فريق عمل الجزيرة، والاستقالات والشكاوى نتيجة التعسف في التعامل، وتشديد العديد من الإجراءات بشكل غير منطقي، وخضوع عملية الإدارة للأهواء في أحيان كثيرة، على الرغم من الصورة الديمقراطية التي تدّعيها القناة، وتحاول رسمها أمام العالم كله!! تشي بأن الأيام القادمة سوف تحمل -بلا شك- العديد من المفاجآت، التي ربما يكون من بينها إعادة هيكلة القناة بأكملها، ومحاولة تجديد الخطاب الإعلامي، ووضع قواعد أكثر دقة ومرونة في نفس الوقت، لضبط سير العمل، والتصدي للمواقف المفاجئة المماثلة.