عمر رمضان طالب في الصف الثالث الثانوي بالمدرسة الفنية المعمارية المتقدمة بمنطقة شطا بمحافظة دمياط أمه ربة منزل ووالده يعمل بأحد الدول العربية ويسكن بمدينة دمياط الجديدة اعتقلته قوات أمن الانقلاب من ميدان الساعة الرئيسي بدمياط بعد مشاركته في تظاهرة سلمية مناهضة للانقلاب العسكري في السادس من أكتوبر ليظل داخل المعتقل حتي الان ويتغيب عن امتحانات الميد ترم بما يهدد عامه الدراسي بالضياع والفشل حاولت أمه تقديم ما يثبت أنه طالب ولديه امتحانات يجب أن يؤديها لكن سلطات الانقلاب لم تسمح بذلك . تؤكد أمل عبد الرازق - والدة عمر - أنه كان حريصا علي التفوق ويهتم بدراسته ويحب مدرسته كثيرآً ويحلم بدخول كلية الهندسة لدراسة الانشاءات المعمارية - وهو نفس مجال عمل والده وقالت كان عمر الذراع الايمن لامه في المنزل ورغم صغر سنه الا انه كان الاب لاخوته الصغار مشيرة الى ان عمر تعلم لعبة الكنغ فو وشارك في بطولة الجمهورية وحصل علي الحزام البرتقالي وهو محبوب من زملائه واصدقائه . واضافت لم يكن يهتم بالشأن السياسي حتي شجعه أحد أصدقائه علي الذهاب معه الي اعتصام رابعة لمدة يوم واحد ثم فوجئت به يتصل بي ويقول :" أنا هقعد شوية في الاعتصام يا ماما الناس هنا محترمة والجو جميل وانا لازم اشارك معاهم " فطلبت منه ان يرجع ليأخذ ملابسه فرفض وقال :" معانا هنا كل حاجة متقلقيش" فأخبرته أنه معرض للاعتقال أو الاصابة أو الشهادة في سبيل الله فقال لي :" أنا عارف يا ماما ومش خايف ولازم أقف ضد الظلم مهما كانت النتايج " . تحكي الأم واقعة اعتقال عمر فتقول :"عمر كان رايح درس وبعديه مظاهرة اتأخر لحد الساعة 7 بالليل فقلقت عليه كلمت اصحابه اللي كانوا معاه قالولي ان عمر اعتقل هو و4 من اصحابه بعد المظاهرة وهو موجود في مقر قوات أمن دمياط عرفت بعدها ان مجموعة من البلطجية مسكو صاحبو وضربوه جامد فمرضيش عمر يسيبه ورجعلهم فمسكوه هو كمان" . "عمر مصاب بحساسية في الجهاز التنفسي ولازم يأخد جرعات تنفس من جهاز اصطناعي يومياً ودي أكتر حاجة قلقتني لما عرفت خبر اعتقاله" بهذه الكلمات تعبر والدة الطالب عن الحالة الصحية لابنها المعتقل في سجون الانقلاب وتشير الى انه رغم ذلك رأته في معنويات عاليه اثناء الزيارة . وطلب منها كتبه المدرسية حتي يستطيع المذاكرة داخل زنزانته لكن والدته عبرت عن حزنها الشديد بسبب غياب ابنها عن الامتحانات ما يهدد بضياع العام الدراسي عليه وتضيف الأم قائلة :" طلبت من المدرسة شهادة قيد لتقديمها للنيابة ورغم تقديمها لم يفرج عن عمر وضاعت عليه امتحانات الميد ترم بل قامت المدرسة بفصله بسبب تجاوزه أيام الغياب المقررة وتابعت قائلة قدمنا تظلما للمدرسة وشهادة قانونية بحبسه احتياطياً ولم استطع اخباره خلال الزيارة بذلك حتي لا تسوء حالته النفسية أكثر وأكثر " . ويؤكد احمد الاخ الاصغر طالب في الصف الثالث الاعدادي أن اعتقال شقيقه عمر زاده حماسا لرفض الانقلاب والمشاركة في الفعاليات والمظاهرات المناهضة له قائلاً :"هما اعتقلو عمر وانا مش خايف وبنزل كل المظاهرات " في تحد كبير لسلطات الانقلاب التي اختطفت شقيقه واضافً أن والدته واخوته مصرين علي النزول في مظاهرات رفض الانقلاب . وعن ظروف اعتقاله تروي اسرته أن المعتقلين داخل قوات الامن بمدينة دمياط الجديدة يقسمون أوقاتهم بين فقرات رياضية وتعليمية وقراءة للقرآن وذكر لله لكنها تعاني من ضيق وقت الزيارة والتفتيش الدقيق في الأطعمة بشكل يفسدها ويلوثها وتزمت القائمين علي المكان فهم يتعمدون تأخير اهالي المعتقلين ساعات قبل الدخول لرؤية أبنائهم بهدف اهانتهم والتضييق عليهم .