أثبت الشعب المصرى اليوم، الجمعة، أنه لا يخشى هراوات ولا قنابل ورصاص وغاز الانقلابيين، حيث احتشدت أعداد كبيرة من الرافضين للانقلاب الدموى المؤيدين للشرعية فى كافة ميادين مصر لإعلان تحديهم لسلطات الانقلاب التى تحاول دون جدوى أن تطبق قانون التظاهر الانقلابى . مليونية الجمعة كانت بعنون " القصاص قادم"، وانطلقت عقب صلاة الجمعة، واستمرت فعالياتها إلى الليل؛ استجابة لدعوة التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب . وازدادت أهميتها باعتبارها الأولى عقب إقرار الانقلابيين قانونهم الذى ولد ميتا لمحاولة وقف التظاهر، حيث راهنوا على أن المصريين سوف يخشون النزول لمواصلة مسيراتهم وتظاهراتهم لإسقاط الانقلاب خوفا من القمع والإرهاب الذى تمارسه ميلشيات الأمن . وكان الرهان على الناحية الأخرى فى زيادة الحشد عن كافة الأسابيع الماضية إثباتا بأن الانقلاب لن يتمكن من قمع أصحاب الشرعية أو إرهابهم. وبالفعل ربح المتظاهرون الجولة ، واستطاعوا مجددا إسقاط القانون ، وانتشروا فى ربوع مصر مرددين هتافات رفض الانقلاب وإسقاط الحكم العسكرى ، كما رفعوا شارات رابعة العدوية ، وصور شهداء المجازر . مسيرات اليوم تميزت أيضا بأنها الأولى عقب الأحكام الجائرة التى صدرت من محكمة جنايات الإسكندرية بشكل لم يتوقعه أحد داخل مصر أو خارجها. وهى الأحكام التى ما زالت الإدانات تتوالى ضدها من كافة الشرفاء – وغيرهم – فى الداخل والخارج . وحملت المتظاهرات اليوم صور الفتيات " حرائر الإسكندرية " اللاتى انضممن إلى رفيقاتهن: أسماء البلتاجى وحبيبة عبد العزيز وأسماء صقر وهالة أبو شعيشع وسمية خالد وغيرهن من أيقونات الثورة ضد الانقلاب ، مؤكدين أن أحدا لن يتخلى عن حقهن فى الحياة والحرية الذى سلبه الانقلابيون . وجاءت مليونية اليوم وسط تصاعد الغضب فى الشارع المصرى بسبب تردى الأوضاع المعيشية ، وتفاقم الأزمات ، وانضمام فئات من الشباب إلى المواجهة مع سلطات الانقلاب بسبب اكتشافهم أنهم تعرضوا لأكبر عملية خداع بسبب تأييدهم للانقلاب ظنا منهم أنه قاد ثورة فى 30 يونيو ، وهو ما اكتشف الثوار زيفه .. والبقية تأتى . القمع كان واضحا فى العديد من الأماكن منها : الهرم ، وقصر القبة ، وحلوان ، ودمياط ، وبنى سويف ، وهى الأماكن التى شهدت مشاركة أعداد كبيرة من المتظاهرين لم تتمكن مليشيات الأمن لصدها إلا باستخدام كافة أنوع القمع ، كما اعتقلت أعدادا من الثوار . مستعينة بجيوش البلطجية . إلا أن إصرار الثوار على استكمال مسيراتهم كان الأقوى فى معظم المسيرات . واستمرت المسيرات عقب صلاة المغرب ؛ حيث انضمت أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى الثوار فى الشوارع والميادين معلنين إصرارهم إسقاط الانقلاب مهما كانت التضحيات. تابع فعاليات مليونية "القصاص قادم":