عشقنا للشهادة أكبر بكثير من عشقنا للحياة.. لذلك لا تتحدونا نحن الشهادة أسمى أمانينا.. هذه الكلمات آخر ما سطرته على صفحتها على "فيس بوك"الشهيدة هالة أبو شعيشع أميرة المنصورة وأيقونة الثورة الشعبية المطالبة بعودة الشرعية صاحبة ال 17 ربيعاً ، وعنونتها بصورة مكتوب عليها "مشروع شهيد", والتى استشهدت فى مظاهرات تأييد الشرعية ورفض الانقلاب العسكرى, بجمعة كسر الانقلاب بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية, بعد أن اغتالتها مجموعة من البلطجية التابعة لأحد قيادات الحزب الوطنى المنحل وأحد قيادات الشرطة بعد ان حاصروا مجموعة من النساء داخل أحد الشوارع المتفرعة من شارع الترعة بحى غرب مدينة المنصورة بعد صلاة التراويح فى شهر رمضان الماضى. هالة ابنة الإخوان المسلمين, شغوفة بالعمل التطوعي منذ صغرها، وناشطة في حملة جسد واحد لدعم الثورة السورية، وحملة معاً نبني مصر، وهى من المتفوقات منذ صغرها. يقول والد الشهيده هالة انها طلبت منى حضور الاعتصام معى فى رابعة العدوية فقلت لها ادعو لى بالشهادة فردت قائلة: أنا اللى عايزة أموت شهيدة, وجاءت وطلبت منى الحضور مرة أخرى في جمعة كسر الانقلاب, فقلت لأبنائي نريد أن يكون جزء منا في رابعة وجزء آخر في المنصورة. ويضيف : كنت أتمنى من التليفزيون المصري ومن القنوات المصرية أن يذهبوا ليسألوا عن ابنتي في فصل المتفوقات بمدرستها، ليعلموا كيف كانت هالة بأخلاقها شهيدة تمشي على الأرض، ويوضحوا الحقيقة للناس بدلا من أن يتهمونا بالإرهاب. وقال: هالة هى إحدى فروع بناتي الأربع، وكلها فروع طيبة، وأسأل الله أن تكون هالة أول من ذهب منا للجنة؛ وأذكر جيدا أن هالة حينما كانت طفلة كانت لا تتشاجر مع أخواتها على الإطلاق بل تترك لهن لعبها بهدوء شديد واستكمل: كانت هالة في الخامسة من عمرها كتبت جوابا بعنوان "إلى الله"، أحبك يا الله وذكرت فيه كل النعم التي جعلتها تحب الله، مما جعلني أتيقن أنها على علاقة قوية جدا بربها لذلك اصطفاها شهيدة. وأضاف: استشهاد ابنتي كان سببا في أن تتساوى لدي الحياة بالموت، فإما ميتة في سبيل الله وإما حياة كريمة شريفة وتابع: إن الشهيدة هالة في الإجازة كانت تذهب لمركز "ابن لقمان" كي تحفظ الأطفال القرآن الكريم، وكانت تحرص على أن تعلمهم عادات وآداب عامة، فلاحظ الأهالي تغييرا في سلوك أطفالهم فسألوهم عن السبب وحينما عرفوا أتوا لزيارة ابنتي؛ وأذكر جيدا كيف عادت للمنزل تبكي في حالة انهيار لأن إحدى طالباتها أخبرتها بأنها لا تملك سريرا تنام عليه. وعرج الأب في حديثه المختنق بالدموع على ذكر رابعة العدوية قائلا: قبل أن أغادر مصر اشتقت لزيارة ميدان رابعة العدوية وتذكرت تلاوة القرآن التي كنت أسمعها أيام الاعتصام ورأيت الجدار الذى كان مرسوماً عليه جرافتي "أميرة المنصورة" عن ابنتي الشهيدة، وشعرت كأن الميدان يبكينا؛ ولكن قريبا سيكف عن البكاء عندما تعود له الحرية على يد جيل هالة، الذى أذهلنا بقوته وصموده وإصراره على انتزاع حريته، وليعلم الجميع أن هذا الجيل لن يرضى بديلا عن الحرية. وتستكمل شقيقتها "صفية" : كان لشقيقتي هالة التي دائما ما كانت الشهيدة تميل للتطوع في العمل الخيري وفي لجنة أمناء الأقصى لمسة خاصة في التعامل معنا، وكانت قادرة على أن تخرجنا من أي أجواء حزن وكآبة نحياها؛ وفي الأيام الأخيرة كنت أرافقها في المظاهرات وحضرنا أيام اعتصام في رابعة، وكانت دائما هالة تقارن بين الأجواء في رابعة والمنصورة هالة أبو شعيشع رفع الله اسمها في بقاع العالم ورفعت صورها كنموذج للفتاة المصرية المجاهدة الوطنية التي تضحي بدمها في سبيل الله والوطن ونعاها رموز الحركة الاسلامية والوطنية ، واعتمرت لها فتيات من السعودية ورفعت صورها بالمسجد الأقصى ، ورفع الله ذكرها شهيدة في سبيله