السائلة: أخت منذ الانقلاب العسكرى ولا سيما بعد مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية ومليشيات الإعلام الانقلابى تحاول تشويه كل ما هو إسلامى مما أسهم فى تشويه صورة الإسلاميين بصفة عامة فأدى ذلك إلى تعرض الكثير منهم لمضايقات من ضعاف النفوس، فكثير من الأخوات اللاتى يرتدين النقاب يتعرضن للاستهزاء والتنكيل بهن أو من التعسف معهن فى العمل مما اضطر البعض منهن للاستغناء عن ارتداء النقاب خاصة ممن لا ينتمين إلى أى تيار سياسى وكنت واحدة ممن خلعن النقاب لتجنب المضايقات ولكنى بعد أن اتخذت هذه الخطوة أشعر بالذنب وضيق وندم شديدين وأفكر فى العودة لارتدائه ثانية حتى أستريح ولكنى فى الوقت نفسه أتذكر ما لا أنسى من المضايقات التى تعرضت لها خلال الفترة الماضية، فماذا أفعل كى أرضى الله عز وجل وفى الوقت نفسه أتجنب مضايقات ضعاف النفوس. ويجيب على هذه الاستشارة، محمود القلعاوى -عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين- فيقول: بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد.. الأخت السائلة صاحبة الرسالة أمر الله عز وجل المرأة المسلمة بالتستر، والعفاف، والتصون، والأخذ بمكارم الأخلاق ومحاسنها، فكان الأمر بالحجابَ بالكتاب والسنة وإجماع أهل العلم، قال تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ الا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِى الاربة مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: 31)، وقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِى قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (الأحزاب: 59). أختى السائلة أذكرك بأن الله تعالى من رحمته أنه ما أمرنا بما فيه ضررعلى عباده، فشريعته حكيمة وأحكامه غاية فى اليسر والحكمة، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ومن شقَّ عليه أمرٌ من الشريعة فإن المشقة تجلب التيسير كما هى قواعد الشرع، فمن عجز عن الصلاة قائمًا صلى قاعدًا، ومن عجز عن الصوم -لكبر سنه أو لمرضه المزمن- فإنه يفطر ويطعم، وهكذا.. وعلى هذا أختى السائلة فى مثل حالتك من خشية ضرر غالب على المنتقبات، فلا بأس عليك من كشف وجهك دفعًا للضرر، هذا مع ضرورة ستر بقية البدن بالطبع بما يتوفر فيه شروط الحجاب الشرعى.. والله أعلم.