حذر وزير الصحة في غزة الدكتور مفيد المخللاتي من أن استمرار توقف عمل محطة توليد الكهرباء، الذي قال إنه "دخل مرحلة حرجة للغاية، وأدخل كافة الخدمات الإنسانية والصحية والبيئية في خطر شديد. وقال إن توقف محطة تولد الكهرباء "بات يهدد حياة المرضى ويعرض سكان القطاع لمكرهة صحية حقيقية نتيجة توقف محطات ضخ مياه الصرف الصحي وقلة وصول المياه العذبة لمنازل المواطنين، مما يزيد من انتشار الأمراض والأوبئة". وكانت محطة توليد الكهرباء في غزة قد توقفت عن العمل قبل أكثر من أسبوع لعدم توفر السولار اللازم لتشغيلها بسبب الحصار المشدد، حيث يصل التيار الكهربائي حاليا ست ساعات يوميا لكل بيت حسب جدول معد مسبقا من قبل شركة توزيع الكهرباء معتمدة في ذلك على الخطوط المصرية والاسرائيلية. وشدد المخللاتي خلال مؤتمر صحفي أمام قسم غسيل الكلى بمجمع الشفاء الطبي بغزة "إن استمرار انقطاع الكهرباء يدخل ما يزيد عن 1. 8 مليون فلسطيني في نفق مظلم بحجم الظلام الدامس على القطاع". وقال: "إن القطاع الصحي بات برمته أمام منعطف خطير ينذر بكارثة حقيقية في كافة خدماته الحيوية والحساسة جراء استمرار أزمة توقف عمل محطة الكهرباء والتي دخلت أسبوعها الثاني". وأضاف وزير الصحة أن وزارته تعمل وفقاً لخطة إدارة الأزمة لتوفير الكهرباء التعويضية في مؤسساتها الخدماتية من خلال تشغيل المولدات الكهربائية التي باتت تستنزف ما يزيد عن 500 ألف لتر من السولار شهرياً في ظل التناقص المستمر لكميات الوقود المحدودة المتوفرة لدى وزارته. وحذّر من مغبة الوصول إلى مرحلة تضطر فيها وزارته إلى إيقاف 88 جهاز لغسيل الكلى في وجه 476 مريضاً بالفشل الكلوي، و113 حضانة للأطفال الخدج و45 غرفة عمليات جراحية و11 غرفة لعمليات الولادة القيصرية، بالإضافة إلى الكثير من الأقسام الأخرى التي ستتوقف نتيجة عدم انتظام التيار الكهربائي. وأوضح أن طواقم وزارته تعمل على مدار الساعة بما يتوفر لديها من إمكانات محدودة لتقديم الخدمة العلاجية للمواطنين، لافتاً النظر إلى أن 141 صنفا من الأدوية و469 صنفاً من المستهلكات الأساسية نفذت بسبب الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الطبية. وأشار إلى أن توقف التيار الكهربائي تسبب بأعطال فنية مستمرة في أجهزة فنية مهمة بمشافي القطاع، مؤكدا أن غزة تواجه أزمة كبيرة في المعدات الطبية التي تحتاجها المستشفيات، مع عدم وجود قطع بديلة لتلك الموجودة حاليًا، التي تتعرض لأعطال فنية ناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي. وطالب المخللاتي المجتمع الدولي بمؤسساته الحقوقية والإنسانية المراقبة للشأن الصحي بالتحرك العاجل واتخاذ خطوات أكثر جدية لإنهاء الأزمة وحماية حياة المرضى والمواطنين الذين يواجهون الأزمات. وناشد الاتحاد الاوروبي بحل أزمة الكهرباء، والالتزام بما تعهدت به سابقًا بدفع ثمن الوقود التي تحتاجه شركة الكهرباء الوحيدة بالقطاع. وتطرق الى معاناة تنقل المرضى على معابر القطاع من بوابتي رفح وبيت حانون؛ جراء الحصار والإغلاق المستمر للمعابر. وطالب المخللاتي جمهورية مصر بفتح معبر رفح وإنهاء تنقل المرضي، والسماح بقدوم الوفود الطبية التي تحمل معها المساعدات والمستلزمات الطبية.