رسم الشاعر عبد الرحمن يوسف في مقاله في جريدة الشروق ما يحدث في الإعلام المصري بأن الإعلاميين الشرفاء وأصحاب الرأي انسحبوا من علي الساحة وأختاروا الصمت طريقا لهم في ظل جو عام ملئ بالكذب والتدليس حيث قال "حالة الانحطاط التى وصلت لها الصحافة والإعلام فى مصر دفعت كثيرا من أولى النهى للاستئذان فى الانصراف المؤقت، فنرى إعلاميين مثل ا.يسرى فودة، وا.ريم ماجد، ود.عمرو الليثى، قد فضلوا السكوت فى هذا الجو الملوث الذى لا يتيح فرصة العمل إلا لمن لا يتورع عن الكذب والتدليس والشتم والسب. حتى الصحفيون الشباب اختار كثير من المحترمين منهم الاحتجاب بشكل ما، فعلى سبيل المثال استقال الصحفى النابه الحاصل على جوائز عديدة (هشام علام) من جريدة يومية معروفة، وقال ردا على سؤال حول الأحداث الأخيرة فى مصر وتأثيرها على عمله: «الموقف فى مصر معقد، ويراه الإعلام الغربى انقلابا عسكريا على رئيس منتخب ديمقراطيا لم يكمل مدته الرئاسية، بينما الرؤية داخل مصر مختلفة تماما. المواطنون المصريون لا تهمهم عملية الديمقراطية بقدر ما يهمهم كيف ستنفّذ. وقد ارتكب الرئيس الذى انتخبوه منذ عام أخطاءً عديدة أوجدت عداوات بينه وبين أغلب مؤسسات الدولة. وبالتالى تبرع الإعلام الحكومى والخاص بالدفاع عن النظام الجديد ضد السابق. فى موقف بهذا التعقيد، أصبح أغلب الإعلام المحلى غير مهنى، متحيزا ضد الرئيس المعزول ومؤيديه. يتفادون عمداً نشر أى تقارير أو أخبار تدين وزارتى الداخلية والدفاع اللتين قادتا الانقلاب. أصبح إلزاميا تغطية الأحداث من زاوية واحدة، تدين مؤيدى الرئيس المعزول وتظهرهم كمجرمين، بينما يتجاهل الإعلام المحلى كل القتل الوحشى والاعتقال الاعتباطى ضدهم. أغلب الصحفيين المحترمين قرروا ترك مؤسساتهم الإعلامية مؤقتا خوفا من التعرض للضغط أو الاضطرار لخداع قرائهم أو جمهورهم. ولهذا السبب تركت عملى». الصحفى الشاب أحمد زكريا ترك عمله فى إحدى الصحف اليومية أيضا، وكتب على حسابه فى الفيس بوك تحفظات على مهنية الجريدة، وفوجئ بعد ذلك بجهاز أمن الدولة «يزوره» فى منزله!" وشدد في آخر مقاله والذي وضع له عنوان "الانصراف فضيلة أم رذيلة" علي أن القارئ يحتاج إلي كاتب يثق فيه خصوصا في الأوقات الصعبة وأن الشرفاء عليهم ان يفكروا ألف مرة قبل الإنسحاب.