بدوى: قادوا حملة ممنهجة للتأثير على الرأى العام وأطلقوا الشائعات عاشور: تلقوا التعليمات من خلف أسوار السجون سالم: "طبّلوا" لحكومة الأزمات ولم ينحازوا للشعب.. و"الجمهورية" دعمت "شفيق" ب30 ألف جنيه على مدار 18 يوما الميرغنى: "الشورى" أسس لتجربة جديدة.. ورفع "فيتو" ضد الاختيار المنفرد كعادة رجال النظام السابق، يلفظ أصحاب المصالح فى المواقع المختلفة أنفاسهم الأخيرة حينما تدق ساعات التغيير أبوابها، معلنة بدء عهد جديد قوامه الاختيار على أسس الكفاءة والمهنية وحدها دون الالتفات للمحسوبية والاعتبارات الأمنية، وعكف رؤساء التحرير المعينون من قبل صفوت الشريف وأمن الدولة فى عهد المخلوع على رد الجميل لمن عينوهم وقادوا حملة وثورة مضادة ضد الشعب طوال عام ونصف العام من عمر الثورة. ومع انطلاق قطار التغيير ليمر بمحطة الصحافة القومية، دأبت تلك المجموعة المكونة من 16 رئيس تحرير من الرجالات المخلصين لصفوت الشريف على حشد أصحاب المصالح فى تشويه الرؤية لدى الرأى العام، وبذلوا جهودا مضنية لإجهاض عمليات التغيير المستندة إلى أسس الكفاءة والمهنية فى تجربة فريدة أسس لها مجلس الشورى الحالى. "الحرية والعدالة" فتحت ملف تلك المجموعة من رؤساء التحرير فى محاولة لعرض كشف حسابهم على الرأى العام، حيث أوضح عزت بدوى، عضو مجلس إدارة منتخب بدار الهلال، أن ال16 رئيس تحرير كان لهم دور رئيسى فى حشد أنصارهم داخل المؤسسات للاعتراض على المعايير التى سبق أن وافقوا عليها، مضيفا أنهم ثمار الحزب الوطنى المنحل الذى كان يختار "التورتة" ويقسمها بسرية بمباركة لجنة السياسات والأجهزة الأمنية. وأضاف أن تلك المجموعة قادت حملة مضادة بما لا يعبر عن جموع الصحفيين، وكان لهم دور للتأثير على سير اجتماع المجلس الأعلى للصحافة الأخير الذى خرج ببيان لرفض معايير اختيار رؤساء التحرير، مشيرا إلى أنه رغم اقتراب لجنة الاختيار من إنهاء عملها إلا أنهم ما زالوا يقاتلون حتى آخر لحظة، متناسين أن الغالبية العظمى من لجنة الاختيار تنتمى للجماعة الصحفية، ومشهود لها بالكفاءة والمهنية والحيادية. وأكد أنه من المعروف أن مجالس التحرير لكل إصدار هى من تحدد السياسة التحريرية للجريدة، ولكننا وجدناهم يخالفون تلك القواعد دائما، حيث تزعموا شن هجوم مدعوم بخطة ممنهجة منذ بداية الثورة وحتى الآن للتلويح بفشل الرئيس محمد مرسى، فقاموا بخلط الخبر بالتحليل، وأطلقوا الشائعات وروجوا لها، ومهدوا لانقسام بين الرئاسة والقضاء وغيرهما، وتحولوا لإعلام يهدم ولا يبنى. تعليمات السجون فيما اعتبر عبد الواحد عاشور، مدير تحرير بوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن استمرار هؤلاء فى رئاسة التحرير حتى الآن هو أمر غير مقبول، خاصة أنهم هم من اختارهم النظام السابق لتكريس الوضع السيئ للصحافة وسياسات هذا النظام البائد، فكان لهم دور كبير فى قيادة الثورة المضادة من خلال تسخير تلك الصحف لخدمة عناصر النظام السابق التى حاولت إجهاض الثورة وتوجيه الرأى العام فى اتجاه خاطئ ومسىء للثورة المصرية. وقال: من المعيب وغير اللائق أن تستمر تلك الوجوه فى رئاسة التحرير بعد الثورة؛ لأن الصحافة القومية يجب أن تعزز روحا وتوجهات كبيرة فى المجتمع تقوم على المهنية والحيادية، داعيا مجلس الشورى للإسراع بإعلان حركة التغييرات الجديدة يتبعها تغييرات فى رؤساء مجالس الإدارة، خاصة لمن تم تعيينهم فى العهد البائد. انتكاسة للصحافة وأشار محمد سالم، مساعد مدير تحرير بالجمهورية، إلى أن رؤساء التحرير المعينين من قبل صفوت الشريف ارتدوا ثوب الثورة وارتموا فى أحضان المجلس العسكرى ورجال المخلوع ليعيدوا الجرائد لما قبل الثورة، كاشفا أن الخط التحريرى لتلك الجرائد سار مع المرشح السابق المحسوب على نظام المخلوع فى انتخابات الرئاسة أحمد شفيق بخطى واضحة قامت خلالها المجموعة الوفية للمخلوع وأعوانه من رؤساء التحرير بتجنيد بعض المحررين لخدمة أهدافهم، وأحدثوا "انتكاسة" فى الصحافة القومية أكثر مما كانت عليه، كما أنهم "طبّلوا" للحكومة التى افتعلت الأزمات قبيل انتخابات الرئاسة. وضرب مثالا على ذلك، بتحديد رئيس تحرير الجمهورية لصفحة إعلان يومية طيلة 18 يوما من عمر انتخابات الرئاسة لدعم شفيق بتكلفة يومية وصلت إلى 30 ألف جنيه تتحملها الجريدة ويدفع فاتورتها الشعب المصرى الذى يمتلك تلك الصحف. ونوه بأن رؤساء التحرير المعينين من قبل صفوت الشريف قاموا بحشد الصحفيين التابعين لهم لإجهاض التغييرات، ودفعوا بهم يدا بيد مع أقلام ووجوه النظام البائد، وروجوا الشائعات لإقناع إداريى وعمال تلك المؤسسات بالتظاهر ضد المعايير، رغم أن السواد الأعظم من الصحفيين يريد تغييرا حقيقيا وجذريا. تجربة فريدة فيما أشار رجائى الميرغنى -عضو لجنة اختيار رؤساء التحرير- إلى أن بيان المجلس الأعلى للصحافة "المشكل فى غالبيته من رؤساء تحرير الصحف القومية" لن يؤثر على عملية الاختيار؛ لأن اللجنة غير معنية به، مؤكدا أنه تم الانتهاء من دراسة كافة الملفات مساء الأحد، وجار تسليمها لمجلس الشورى. وشدد على أن مجلس الشورى يخوض تجربة جديدة على واقع الصحافة القومية تُعلى من مبدأ الكفاءة كمعيار للاختيار، وأن الصحفيين جميعهم سواء، مشيرا إلى أن تلك التجربة بمثابة "فيتو" على الأسلوب الذى كان متبعا فى عهد النظام السابق والاختيار المنفرد من الأمن والسلطة التنفيذية.