كشف الكاتب فهمي هويدي عن تكذيب الجانب "الإسرائيلي" نفسه للمزاعم المصرية التي تدعي دور ما لحركة حماس في ال"إرهاب" في سيناء، حيث أشار -هويدي- في مقاله اليوم –السبت- بجريدة الشروق المصرية، إلي مقال نشرته صحيفة هاآرتس فى 8/9 الحالى عبر فيه الكاتب "عاموس هاريل" عن حفاوته بالضغوط التى تمارسها مصر على حركة حماس، من جهة؛ لكنه-في الوقت نفسه- شكك فى صحة ما تروجه المصادر المصرية عن دعم حماس للجماعات الإرهابية فى سيناء، وعن دورها فى محاولة اغتيال وزير الداخلية المصرى بسيارة مفخخة. ومن جانبه استنكر –هويدي- تلك الخطة الممنهجة في "شيطنة" أهل غزة، وحركة حماس بهذا الشكل الذي بات كالعقيدة في وجدان البعض، وقال:" نجحت حملة التحريض والشيطنة فى إقناعهم بأن حماس تسعى لزعزعة الاستقرار فيها. وعند هؤلاء فإن هذه الاسطورة تحولت إلى عقيدة راسخة أقرب إلى المسلمات التى لا تقبل النقض أو المناقشة. وليت الأمر وقف عند ذلك الحد، لأن الأبالسة الذين روجوا للاسطورة ذهبوا بعيدا فى التعبئة المضادة والتحريض حتى قرأنا لبعض المثقفين قولهم ان الفلسطينيين (هكذا بالجملة) صاروا جزءا من أزمة مصر..". واعتبر –هويدي- أنه من المصلحة المصرية التنسيق مع حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة الآن، مشيرا إلي أنه:" وإذا كان للقطاع مصلحته الأكيدة فى الحفاظ على جسوره مع مصر، فإن لمصر بدورها مصلحة حقيقية فى الاحتفاظ بعلاقات ايجابية ومستقرة مع القطاع، باعتبار ان ذلك من متطلبات حماية الأمن القومى. ذلك أن البديل عن حركة المقاومة الإسلامية التى تدير القطاع الآن أن يكون سلطة فلسطينية تنسق أمنيا مع إسرائيل وتدخل ضمن «كنزها الاستراتيجى»، وذلك وضع لا أظنه يخدم أمن مصر أو يطمئنها". واختتم –هويدي- بالتأكيد علي أن تلك الوقعية بين مصر وقطاع غزة إنما هو أمر يصب في مصلحة"إسرائيل" لا سواها، مؤكدا أن:" المستفيد الوحيد من الوقيعة والدس بين مصر وحماس هم الإسرائيليون أولا، وأعوانهم الذين لا ينسقون معهم فقط ولكنهم يرفضون المقاومة أساسا. ثم إن نجاح تلك المساعى ليس من شأنه أن يضاعف الضغوط على حماس فقط ولا أن يرفع من منسوب المعاناة والعذاب الذى يعانى منه الفلسطينيون فى القطاع فحسب، ولكنه يشكل ضررا بالأمن القومى المصرى الذى يعد استقرار الأوضاع فى القطاع وفى سيناء من ضروراته، ولأن أى عقل استراتيجى رشيد يحذر من ان تخاصم أى دولة جيرانها، فإن مصر ينبغى أن تحذر دائما من تقاطع مصالحها مع ليبيا والسودان وقطاع غزة، إذا أرادت أن تظل ضمن الراشدين".