الانقلاب هو الإطاحة بالحكومة بشكل غير شرعي، وغالبا باستخدام العنف أو التهديد باستخدامه، ومن السهل جدا أن يقوم الجيش بالانقلاب بسبب امتلاكه السلاح، وبالتالي يمكنه تحقيق أهدافه، وغالبا ما يكون ذلك ناجماً عن عدم رضا أصحاب المصالح والفسدة، وأذرع الجهات الخارجية التي دعمت ومولت وشجعت العصابة التي قامت بالانقلاب، ورغم ذلك يؤكد مراقبون وسياسيون أن في الانقلاب فوائد لا يعلمها إلا أولي الألباب. وفوائد نجاح انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع في عهد الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، على صعيد الأمة العربية والإسلامية وليس مصر وحدها، كشف الله به نفوسا عفنة، ووجوها قميئة، وأنظمة عميلة ، ودعوات كاذبة، ورايات مضللة، ورموزا تافهة ،وتيارات خائنة ما كان يمكن للأمة أن تنهض قبل افتضاحها وسقوطها. لك الله يا مرسي يقول الكاتب اليمني إبراهيم الحزمي:” لك الله يادكتور مرسي كم أفزعتَ طواغيت العالم بعلو همتك، بشجاعتك، بأخلاقك السامية الرفيعة الطاهرة، بتواضعك، بصلابتك، بإرادتك التي تريد أن تنهض بأمتك لتصنع سلاحها بيدها ودواءها بيدها وطعامها بيدها لتتحرر من الخنوع والعبودية والتبعية والذل وتكون هي صاحبة القرار بدون إملاءات أو ضغوط”. وأضاف الحزمي: “لك الله كم أفزعتَ أصحاب اللهو والرقص والطرب والليالي الحمراء وعباد الصليب بحفظك للقرآن وصوت الأذان لك الله كم أفزعتَ أصحاب المصالح الضيقة والبطون التي تعودت على أكل الحرام وتقتات بقوت الشعوب بنزاهتك بعفتك عن أكل الحرام”. وتابع: “لك الله كم أفزعتَ الدولة اليهودية وجعلتهم يحسبون العد التنازلي لنهايتهم وسقوطهم، لك الله من قائد جمع معاني الرجولة والقيادة والشجاعة والنزاهة وعلو الهمة والإخلاص لهذه الأمة، نعم دخلت التأريخ من أوسع أبوابه وسيسطر التاريخ سيرتك بأحرف من نور، نعم لقد عجز الانقلابيون عن أن يوجهوا لك تهمة واحدة كيف وأنت صاحب اليد البيضاء الطاهرة النزيهة”؟ سنبكي دما من جهة إسرائيل لم يكلِّ سياسيوها أو يملَّوا وهم يقدمون الشكر لخونة العسكر، الذين تآمروا على الرئيس مرسي لأنهم أنقذوهم من كابوس مرعب كان محدق بهم، وأورد الدكتور صالح النعامي المتخصص في الشئون العبرية بعض شهادات المحللين الصهاينة التي توثق رعاية تل أبيب لانقلاب السفيه السيسي. وذكر “النعامي” على صفحته بموقع “فيس بوك” ما كتبه دان مرجليت، كبير معلقي صحيفة “إسرائيل اليوم” والذي قال بالنص: “سنبكي دماً لأجيال إن سمحنا بفشل الانقلاب وعاد الإخوان للحكم”، وأوضح مرجليت في مقالة في الصحيفة أنه :”إذا قامت بعض الدول بالعمل على معاداة السيسي وعودة الإخوان إلى الحكم، فإنه يتوجب على إسرائيل فعل المستحيل لضمان عدم حدوث ذلك، لأن الإخوان سيتوجهون للانتقام من إسرائيل في حال عادوا للحكم لإدراكهم للدور الذي قامت به تل أبيب في دعم السيسي”. وأضاف مرجليت المقرب من رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو: “السيسي يمعن في القتل لإدراكه للفشل، وعلينا التجند لإنجاح حكمه، فهذه قصة حياة أو موت ليست بالنسبة له، بل لنا أيضاً”، واعتبر أبرز حاخامات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية أن “الانقلاب الذي نفذه السيسي قد مثل بالنسبة ل”إسرائيل” أهم معجزة في العقود الأخيرة”. Soldiers stand on an armoured personnel carrier positioned outside the state-run television station in Cairo July 6, 2013. REUTERS/Louafi Larbi (EGYPT – Tags: MEDIA CIVIL UNREST MILITARY POLITICS) – RTX11E7Yويدخل انقلاب 30 يونيو عامه السادس وقد أكدت أحداث الأعوام الأخيرة، بما لا يدعو للشك، أن ذلك الانقلاب الدموي كان قد تم التمهيد والتحضير له من قِبَل قيادات الجيش ولوبي خليجي أمريكي صهيوني قبل شهور من تنفيذه، وأن التعبئة السياسية والجماهيرية ضد الإخوان المسلمين ورئاسة محمد مرسي، استغلت سخاء التمويل الذي تبرعت به الرياض وأبو ظبي، واستخدمت أدوات تبدو ثورية في ظاهرها مثل حركة “تمرد” و”جبهة الإنقاذ”، ولكنها في مضمونها كانت تستهدف خلق قاعدة جماهيرية للانقلاب وللثورة المضادة. من جهته يقول الكاتب الأمريكي دافيد دي كيركباتريك، إن “موقف الرئيس دونالد ترامب حيال الشرق الأوسط، ليس سوى امتداد لموقف الإدارة السابقة بقيادة باراك أوباما، الذي تبين بأنه تواطأ مع الانقلاب الذي نفذه السيسي في مصر ضد الرئيس المدني المنتخب، وتتوالى الأدلة التي تكشف تورط دول عربية معروفة بدعم الثورات المضادة، مثل السعودية والإمارات، في انقلاب يونيو سنة 2013، على أول رئيس منتخب، وآل إلى الإطاحة بمنجزات ثورة يناير، وإعادة سيطرة المؤسسة العسكرية على البلاد”. ولمن يعقد مقارنة بانقلاب السيسي ونجاحه وانقلاب تركيا وفشله؛ توجد نقاط خلاف كثيرة أهمها أن الشعب التركي لا يختلف كثيرا عن الشعب المصري، إلا في نقطة مهمة جدا هي تجربته للانقلابات المريرة، وأثرها على حريته ولقمة عيشه، وتمتعه الآن برفاهية سياسية واقتصادية في ظل حكم أردوغان، فلا يريد أن يفقد أهم مكتسباته، أما المصريين فلم يمهلهم العسكر إلا عام واحد تحت حكم الديمقراطية.