في حلقة جديدة من حلقات الكراهية التى ينتهجها مسئولو دولة الانقلاب العسكري بحق الإسلام ورسوله الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- وسنته النبوية الشريفة، أطلّ وزير أوقاف الانقلاب على تلفزيون (المحور) فى برنامج “90 دقيقة”، ليتحدث عن عدم وجوب أخذ أحاديث الرسول الكريم كاملة، وزعم أيضًا أنه يمكن أن يتم تغيير نصوصها وفق طبيعة العصر. وتحدث الدكتور محمد مختار جمعة، وزير أوقاف الانقلاب، قائلا: إن الأحكام الواردة في الأحاديث النبوية المبنية على العادة تتغير بتغير الأحداث، معقبًا: “لو كان النبي بيننا لغير نص الأحاديث”. وتابع وزير الأوقاف، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “90 دقيقة”، المذاع على فضائية “المحور”، أنه لا يمكن تغيير نص الأحاديث النبوية، ولكن العمل بها قد يتغير بسبب اختلاف الزمان والمكان، لافتًا إلى أن أحاديث الرسول كانت في زمن يختلف عما نعيشه الآن، وعلينا أن نأخذ منها ما يناسب عصرنا فقط. غضب بالسوشيال في المقابل، شن رواد التواصل الاجتماعي هجومًا عنيفًا على “جمعة”، معتبرين ما قاله يحتم حبسه ومحاكمته. حيث قال فريد السيد: “وزير الأوقاف يطلب عدم الأخذ بأحاديث النبى محمد كاملة، يعنى من الآخر خد اللى ينفعك وسيب اللى يوجعك، فاكر نفسه فى مجلس النواب”. صفاء الجنيدى قالت: “محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الانقلابي: لو كان النبي بيننا لغير نص الأحاديث ولا يجب أخذ أحاديث الرسول كاملة؛ لأنها لا تتناسب مع زماننا إنما نأخذ بما يناسبنا ونترك ما مضى زمانه”. وأضافت: “طب وما ردك على الشيخ الألباني- رحمه الله- في رسالته “مقدمة في مصطلح الحديث والحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام”: {عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنتي، ولن يتفرّقا حتى يردا على الحوض. أخرجه مالك مرسلاً، والحاكم مسندا وصححه} (راجع باب وجوب الرجوع إلى السنة وتحريم مخالفتها ص 30 حديث رقم 6). تبعها أحمد عثمان فغرد قائلا: “تشويه متعمد لصورة الإسلام وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، زى ما عبد الفتاح السيسي عاوز وبيطلب كده.. فتش عن اليهود”. شيوخ الشيطان أحمد حامد غرد: “لو كان النبي بيننا لغير نص الأحاديث”.. وزير الأوقاف محمد مختار جمعة يقول بمداخلة تلفزيونية إن أحاديث الرسول لا ينبغي الأخذ بها كاملة لأنها لا تتماشى مع عصرنا، إنما نأخذ ما يناسبنا ونترك ما مضى زمانه”. وكتب محمد الشافعي: “وزير الأوقاف.. “بغض النظر على إنك بتطبل للسيسي ضد كلام شيخ الأزهر مبروك عليك المشيخة.. ألم تسمع قوله {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} صدق الله وكذب وزير الأوقاف. وغرد محمود البحيري”: شيوخ الشيطان لعنهم الله: “وزير الأوقاف محمد مختار جمعة يقول بمداخلة تلفزيونية إن أحاديث الرسول لا ينبغي الأخذ بها كاملة لأنها لا تتماشى مع عصرنا، إنما نأخذ ما يناسبنا ونترك ما مضى زمانه”. حرب على الإسلام ولم يأت حديث “مختار جمعة” من فراغ، بل هي سلسلة ممنهجة من سلاسل بث الكراهية ضد الإسلام، والتي سبقها حديث عبد الفتاح السيسي، هذا الرويبضة التافه والذى لم يترك فرصة إلا وتحدث فيها عن الدين، مرّة عن تجديد خطابه، ومرّة عن ثورة دينية، وقبل ذلك في تسريب لحوار بينه وبين رئيس تحرير صحيفة "المصري اليوم" ياسر رزق، أبرز السيسي اهتماماته الدفينة المتعلقة بالرؤى والأحلام وتأويلاتها، حتى إن أسوشيتيد برس وصفت السيسي بعد تلك التسريبات بالرّجل الروحاني!. وفي هذا الإطار، أثارت تصريحات المنقلب السيسي موجة غضب واسعة بين رواد التواصل الاجتماعي، في أعقاب حديثه في احتفالية المولد النبوي الشريف عن التشكيك في "السنة النبوية"؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون ونشطاء وراد التواصل الاجتماعي دليلاً على كراهية سلطة العسكر للسنة النبوية بعد تكرار الأمر في السنوات الخمس الأخيرة. الأزهر والسيسي كان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قد انتقد في كلمته خلال الاحتفال الذي نظمته وزارة الأوقاف، تصيد ثوابت السنة النبوية وجعلها كبش فداء لما يحدث في العالم، خاصة بعد زعم السيسي أن السنة النبوية هي "السبب"!. وانتقد شيخ الأزهر، خلال كلمته بالاحتفال، تصاعد دعاوى التشكيك في قيمة السنة النبوية وفي ثبوتها وحجيتها، والطعن في رواتها من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، والمطالبة باستبعاد السنة جملة وتفصيلا من دائرة التشريع والأحكام، والاعتماد على القرآن الكريم فحسب". وأكد الطيب أن السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام بعد القرآن الكريم، مضيفًا: "فمن المعلوم أن الصلاة ثابتة بالقرآن لكن لا توجد آية واحدة في القرآن يتبين منها كيف للمؤمن أن يصلي، فهذه التفاصيل لا يمكن تبينها ولا معرفتها إلا من السنة النبوية". وأوضح شيخ الأزهر أن هذه الدعاوى ظهرت في الهند منذ بداية القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وشاركت فيها شخصيات شهيرة، ومنهم من انتهى به الأمر لادعاء النبوة، ومنهم ما كان ولاؤه للاستعمار. وأردف: "زعموا أن السنة ليس لها أى قيمة تشريعية في الإسلام وأن التشريع فقط للقرآن، ضاربين عرض الحائط بما أجمع عليه المسلمون من ضرورة بقاء السنة إلى جوار القرآن جنبًا إلى جنب، وإلا ضاع ثلاثة أرباع الدين"، مشددًا على أن "سلخ القرآن عن السنة يفتح عليه أبواب العبث بآياته وأحكامه وتشريعاته". وكعادته وتعقيبًا على كلمة شيخ الأزهر، ارتجل المنقلب عبد الفتاح السيسي خلال كلمته وقال "منفعلاً": "الإشكالية الموجودة في عالمنا الإسلامي حاليًا ليست في أننا نتبع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو لا نتبعها، ده أقوال لبعض الناس، لكن الحقيقة المشكلة الموجودة في عالمنا الإسلامي كله الآن هي القراءة الخاطئة لأصول ديننا". واستطرد السيسي: "أرجو أن تنتبهوا، ودي رابع أو خامس مرة أتكلم معاكم فيها، وأنا بتكلم كإنسان مسلم وليس كحاكم.. يا ترى الناس اللي كانوا بيقولوا بلاش ناخد بالسنة وناخد بالقرآن فقط، يا ترى الإساءة بتاعتهم أكثر، ولا الإساءة اللي احنا عملناها كفهم خاطئ وتطرف شديد في العالم كله، يا ترى سمعة المسلمين إيه في العالم".