يتابع "علماء ضد الانقلاب" حصاد الهشيم للانقلاب الأثيم، الذي جاء على ظهر المؤامرات الصهيوأمريكليجية، ونقدم هنا صورا من هذا الحصاد، في النقاط التالية: 1- في مصر عامة: خطفوا الرئيس المنتخب، أوقفوا دستورا صوت عليه 65%، أوقفوا الشورى، قتلوا وخنقوا وحرقوا 6000، وجرحوا 25000، واعتقلوا 12000، مفقودين4000، خلّفوا أحزانا في كل شارع، خسّروا اقتصادنا 200 مليار، أشاعوا الغلاء الفاحش، فرَّخوا بطالة كبرى، أحدثوا ركودا صناعيا وتجاريا واستثماريا وسياحيا، تحالف الجيش والشرطة مع البلطجية لإرهاب الناس، سيَّسوا القضاء واستخدموه مطرقة على رأس كل المخالفين، لفقوا آلاف القضايا للشرفاء، تجاوز إعلامهم كل الأطر الأخلاقية والإنسانية فضاعفوا الاحتقان المجتمعي، واعتمدوا التلفيق والكذب بالجملة مع صفاقة رديئة، أغلقوا كل القنوات الإسلامية وموّلوا الإباحية، استصدروا فتاوى بقتل المتظاهرين، وحكموا لأول مرة من 1965 بالمؤبد ل11 إسلامي، مارسوا حرب إبادة لكل المخالفين وأولهم التيار الإسلامي، عسكروا كل مفاصل الدولة من الوزارات والمحافظات والشركات، انتشر العزاء في الشهداء والمواساة في الجرحى في كل عائلة في مصر. 2- في سيناء خاصة: يقتلون بالأباتشي أهلنا في سيناء تحت دعوى محاربة الإرهاب دون ضبط المتهمين، وعرضهم على قضاء عادل، وقتلوا جنودنا وقصَّروا بحدة في حمايتهم بشكل متكرر، هدموا البيوت بكل ما فيها بالجرافات والقنابل في مناظر بشعة لم نعتد عليها إلا من الغزاة والمحتلين، نسّقوا مع الكيان الصهيوني فقتلوا أربعة مصريين، جرفوا وهدموا شريان الحياة "الأنفاق" لغزة، ولم يستجيبوا لعمل منطقة تجارية لا عازلة وفتح المعابر لا خنق القطاع، لتحقيق الأهداف الصهيونية. 3- في فلسطين: صعَّد الكيان الصهيوني وتيرة قتل الفلسطينيين في الضفة وغزة، ونشطت ملفات الاستيطان والتهويد بشكل جنوني، وبدءوا بناء كنيس جديد في حرم المسجد الأقصى، وأخيرا هناك منصة كبيرة أنشأها الصهاينة على جدار المسجد الأقصى، ولم يتحرك السيسي صاحب الخبرات في فض منصات رابعة والنهضة، لفض منصة الصهاينة، ولم يصدر من الأمة سوى استنكار مريض من الخارجية الأردنية، ومع أعياد رأس السنة العبرية أغلقوا أبواب المسجد الأقصى أمام الفلسطينيين، وفُتح فقط أمام الآلاف من قطعان المستوطنين. 4- بعد أن أعاد الانقلابيون العلاقة مع سوريا استأسد جزار سوريا على شعبه فقتل بالكيماوي 1400 في ضربة واحدة، واشتدت الحملات على شعبه بما سيجر المنطقة لحرب أمريكية يستفيد منها الكيان الصهيوني فقط، بتدمير الجيش والشعب السوري مع الإبقاء على النظام الذي سلّم الجولان، ولم يُطلق رصاصة يتيمة على الصهاينة، فأمن الصهاينة من ناحية مصر باستخدام السيسي في هدم مصر جيشا وشعبا من ناحية الغرب، ومن ناحية الشرق تدمر سوريا كلها. أما الواجب الشرعي والوطني بقيادة العلماء أولا فيقتضى ما يلي: 1- استمرار "علماء ضد الانقلاب" في قيادة مسيرات الشعب المصري والحفاظ على سلميتها، وبيان وجوب الصبر والمصابرة والمرابطة، وتكرار ذكر فتاوى كبار علماء الأمة عن مقاومة الانقلاب كفريضة شرعية وضرورة واقعية، وبث روح المرابطة والمثابرة والأمل في قوة الملك التي لا تقهر، ووعده سبحانه: "فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" (الروم: 47). 2- لا يجوز أن تشغلنا المسيرات عن أسر الشهداء مواساة، والجرحى رعاية، وأسر المعتقلين عناية، والمرابطين تثبيتا، والمترددين حوارا، والمعارضين إقناعا، كل ذلك بصبغة ربانية كما قال تعالى: "رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ" (آل عمران: 146)، فكلما شاركنا أبناء مصرنا سنقترب - بحول الله وقوته - من ساعة انتصارنا، وإنقاذ مصرنا. 3- يجب أن نجهر بالحق بخصوص سيناءوغزةوفلسطين وسوريا وقضايا أمتنا مع أزمتنا، ولو كان قول الحق مرًّا مكلفًا، فلسنا أقل من آلاف الشهداء والجرحى، لقوله تعالى: "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا" (الأحزاب: 39)، فهل من وظيفة طائرات ودبابات الجيش المصري أن يدك ويسحق أبناء شعبه، أم يُقبض على المتهمين من الداخلية ويحاكمون أمام قضاء مدني عادل، لنتأكد هم جناة أم لا؟ أخشى أن يجدها الصهاينة فرصة ويدك ويسحق مصر، كما حدث في 56، 1967، فضرب سيناء وأهلها جرائم كبرى، ومنه تفجير شرايين الحياة لغزة قبل فتح المعبر تماما، وإقامة منطقة تجارية تدر على مصر 5 مليار جنيه سنويا، وتنهي الحصار الصهيوني بشراكة مصرية منذ المخلوع، إن فلسطين قطعا جزء من الأمن القومي المصري، فنحن نكرر المشهد الناصري بلون أشد قتامة بما ينذر بنكسة أشد ضراوة. 4- إذا صح ما تداوله وصوره رجال المقاومة في سوريا أن هناك صواريخ جديدة أطلقها عليهم جيش النظام الباغي، صنعت في مصر في الهيئة العربية للتصنيع كما صُوِّرت بالعلامة التجارية لها، إذا صح هذا – وهو غير مستبعد؛ فمن قتل 6000 من شعبه يستبيح كل شيء – فهي ردة وخسة وحقارة وخيانة لشرف العسكرية، وأمانة المسئولية عن حماية مصر أمتَنا العربية، وهذه الخيانة وحدها توجب ثورة جديدة من كل إنسان ليس في مصر وحدها بل في العالم كله. 5- نناشد علماء الأمة في العالم كله أن يحركوا الشعوب لمحاصرة هذا الانقلاب فنحن جسد واحد نشتكي إلى الله بالليل والنهار ظلما فادحا لنا ولإخواننا في غزةوفلسطين وسوريا، ولو استمر الانقلاب – لا قدر الله – سيتضرر منه العالم كله، وأولهم من خطط وموّل من الصهيوأمريكان والخليج، فندعوكم أن تتحملوا معنا مسئولية الضغط السلمى على الأنظمة بعدم الاعتراف أو التعامل مع حكومة الانقلاب حتى ينهار قريبا. 6- أخيرا نحن على يقين أن دم الشهداء والجرحى، ودعوات المظلومين، وتضحيات السلميين لن تذهب سدى، وكلنا عزم وإصرار أن نكمل المشوار لتحرير مصر وفلسطين وأمتنا من عملاء الصهيوأمريكان، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وإن غدًا لناظره قريب، "وبين النصر والهزيمة صبر ساعة" وسنصبر حتى نُشهد ربنا أننا بذلنا أقصى وسعنا ابتغاء وجهه وحبا لمصرنا وقدسنا وأمتنا، فإما النصر فنعيش سعداء، أو نلقى الله شهداء.