قال عبد الرحيم عبد الرازق أحمد عبد الحق، والد أصغير معتقل سياسي يدعي "خالد"، وهو طالب بمدرسه منهل المعرفة للثانوية، والذي يبلغ من العمر 16 عام، إن نجله تم اعتقاله يوم 18 أغسطس الماضي، بعد أن كان في محيط مسجد القائد إبراهيم بالاسكندرية، خلال مشاركته في فعالية رافضة للانقلاب، وقام عدد من البلطجية بحصار منطقة المسجد واعتدوا عليه وأخذوا منه النقود التي كانت بحوزته، ثم اقتادوه وسلموه لقوات الجيش والشرطة والذين قاموا بالقبض علي 9 أشخاص واحتجزوهم في مسجد القائد إبراهيم، وزعمت قوات الجيش أن هؤلاء الأشخاص ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وأنهم قاموا بنشر أعمال العنف والتخريب والفزع وسط الأهالي، ثم قاموا بتحرير محضر لهم برقم 15423 جنح العطارين، وأخذوا جميعا 15 يوما حبس علي ذمة التحقيقات، مؤكدًا أن أبنه بريء من كل التهم الملفقة له تماما. وأضاف- في تصريح ل"الحرية والعدالة"- أنه لا يوجد أحد من المحامين يدافع عن نجله الصغير، وأن كافة المحاولات القانونية التي قام بها باءت بالفشل، بعد أن تم حفظ كافة الالتماسات التي قدمها للنيابة التي اكتفت بأن يتم ارفاق ما تقدم به إلي أوراق القضية، إلا أن بعض النشطاء الحقوقين حاولوا التدخل لإخلاء سبيله خاصة لصغر سنه، وأنه ليست له أي علاقة بالتهم التي لفقت له، ومع ذلك لم يستطيعوا فعل أي شيء أيضًا. وتابع والد "خالد":" علمنا أنه تم ترحليه إلي سجن برج العرب بالاسكندرية يوم 19 أغسطس من مقر مديرية أمن الاسكندرية، ولم نستطيع أن نطمئن عليه بأي حال من الأحوال، وتم منع أي زيارات عنه بتعليمات من النائب العام". وأشار إلي أن نجله "خالد" لم يستخرج بطاقة شخصية له إلي الآن، وأنه ليست له أي علاقة بجماعة الإخوان المسلمين أو التيار الإسلامي، إلا أنه رافض للانقلاب العسكري مثل الملايين من المصريين، فهل يكون ذنبه ومصيره الاعتقال والمجهول؟ وذكر أن نجله "خالد" شارك في العديد من الفعاليات الرافضة للانقلاب العسكري الدموي، وعقب استخدام قوات الجيش والشرطة والبلطجية العنف المفرط للقوة- والذي لم يكن يتوقعه أحد علي الإطلاق أن يكون بهذه البشاعة- خاف علي نجله وطلب منه ألا يشارك في المظاهرات وحاول اقناعه بعدم المشاركة بعد سقوط آلاف الشهداء والمصابين، إلا أن "خالد" أصر علي المشاركة في هذه الفاعليات، وكان لديه اصرار كبير جدًا علي كسر هذا الانقلاب العسكري، لأنه علي يقين أن ما يجري هو صراع بين الحق والباطل. وحول أوضاع الأسرة عقب اعتقال نجله من قبل مليشيات الانقلابيين، قال:" لا أستطيع أن أصف لك وضع الأسرة وخاصة والدته التي تمر بأصعب ظروف في حياتها كلها، فهي سيدة مريضة وفي حالة بكاء متواصل ولا تتناول الماكولات، وكذلك الحال بالنسبة لأفراد الأسرة". من جهته، أصدر مركز ضحايا لحقوق الإنسان بالاسكندرية بيانا بشأن إعتقال الأحداث بمخالفة للقانون والأعراف الدولية، أعرب فيه عن أسفه وتنديده بشدة مما تقوم به وزارة الداخلية من إعتقال للأطفال والأحداث الذين لم يبلغوا بعد سن 18 عام وتلفيق تهم لهم وحبسهم بسجون عمومية مع عتاة القتلة والمجرمين، حيث يخالف هذه الممارسات الهمجية المادة 112 من قانون الطفل 12 لسنه 1996 المعدل بالقانون 126 لسنه 2008 وبالمخالفة لنص المادة 37 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل الأمر الذي يجعل الأطفال في ظروف تشكل خطورة بالغة على حياتهم من جراء مخالطتهم للمجرمين من البالغين، مطالبًا بالإفراج عن عن خالد عبد الرحيم عبد الرازق فورًا. وقال "ضحايا" إنه يأمل تعاون الجهات والمراكز الحقوقية في المشاركة معه في وقف تلك الممارسات اللاإنسانية التي تمارسها وزارة الداخلية، والتي تسيء إلي صورة بلادنا الحضارية أكبر إساءة وتسجل إسم مصر في مركز متقدم في سجل انتهاك حقوق الإنسان والأطفال علي مستوي العالم بأسره.