لم يكتف العسكر بالسيطرة التامة على فضائيات وقنوات مصر العامة والخاصة ،حتى تحولوا إلى الإذاعات ومنها “القرآن الكريم” وقرر الجنرالات حذف عدد كبير من البرامج ، وإدخال ما يحلو لهم من برامج تهدف لدعم الانقلاب وقائده عبد الفتاح السيسي. وهكذا أصبحت إذاعة القرآن الكريم، التي اهتمت بالقران الكريم والبرامج الإسلامية، هدفاً استراتيجياً للجنرالات ، كونها الإذاعة الوحيدة التي يلتف حولها ملايين المصريين من العمال والموظفين وأصحاب المهن المختلفة . من بين ما نفذتة الإذاعة الأيام الماضية، ما كشف عنه الدكتور حسن سليمان، رئيس إذاعة القرآن الكريم،من إيقاف عدد من البرامج الشهيرة على الشبكة وهي ” قطوف من حدائق الإيمان” و”الأزهر جامعًا وجامعة ” و”البرامج التعليمية للثانوية الأزهرية” و”الإسلام والتنمية” و”قيم إسلامية”. وكتب الإذاعى شحاته العرابي، على صفحته ب”فيسبوك”، منشورا يفيد إيقاف برنامج “قطوف من حدائق الإيمان”، الذي يذاع في منتصف الليل على شبكة القرآن الكريم. وزعم سليمان في تصريحات له، إن لجنة مديري الإدارات برئاسة نادية مبروك رئيس الإذاعة المصرية قررت نقل ست مذيعين إلى الشبكات الثقافية والإذاعة التعليمية والقاهرة الكبرى والبرنامج العام هم ” شحاته العرابي وحمزة المسير ووسام البحيري وعبدالخالق عبدالتواب وإبراهيم خلف وعلاء العرابي”. كما ادعى، أن المذيعين الستة لهم خبرات متعددة وكلهم كفاءات، والإذاعات الأخرى تشكو من قلة تواجد الكوادر الدينية لديها، وطالبوا بتزويدهم بمن لديهم كفاءة في البرامج الدينية، وتم تشكيل لجنة من مديري الإدارات، وطالبوا بنقل الأسماء المذكورة إلى تلك الإذاعات لتدريب من فيها، خاصة وأن معظم الإذاعات تعمل على تجديد الخطاب الديني! لعب بالنار بدوره،انتقد عميد كلية الإعلام السابق بجامعة قناة السويس الدكتور” حسن على” زيادة الجرعة السياسية بإذاعة القرآن الكريم، وخلط بعض الفتاوى الدينية بالشأن السياسي” وطالب القائمين عليه بإعادتها إلى مسارها السليم. وأضاف “علي” في تصريحات صحفية: تسييس إذاعة القرآن الكريم بعد دخول البرامج واتساع مساحتها في الخريطة، أصبح للأسف ليس محسوبا جيدا. وتابع “أنا لست ضد أن تحتوي إذاعة القرآن الكريم على محتوى سياسي، لكن يجب أن يُدرس هذا الأمر بشكل جيد، وتنأى الإذاعة بنفسها عن الصراعات السياسية”، بمعنى أنه لو جاء برنامج سياسي على إذاعة البرنامج العام أو الشرق الأوسط، أو الشباب والرياضة، فيمكن أن يتناول السياسة بكل أبعادها ويدخل في مشاكلها، ويقدم الرأي والرأي الآخر، بينما إذا قدمت إذاعة القرآن الكريم محتوى سياسي، فيجب أن تركز على الجانب التوعوي وبث الوعي، لأن عملية نشر الوعي في حد ذاتها سياسة، وهذا ما سيقبله المواطنون من إذاعة القرآن الكريم، وعدا هذا يعتبر “لعب بالنار”. أطفال ميت سلسيل من بين النماذج التى تعمدت إذاعة القرآن الكريم، الإسقاط السياسى عليها، ما روجتة إحدى حلقات الظهيرة مطلع الإسبوع الجارى بعدما استضافت من أطلق علية أحد علماء الأزهر الشريف، حين تحدث عن القضية المثارة حاليا ، والتي تعرف باسم” أطفال ميت سلسيل” ،حين قال إن ما ارتكبه ” محمود نظمي” والد الطفلين فى حق أطفالة يجب أن يعاقب عليه بأشد الأحكام دون تشويه صورة الدولة،ثم تلا قول الله عز وجل: ” ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ،نحن نرزقهم وإياكم”..الآية..فيرد عليه المذيع:فتح الله عليك فضيلة الشيخ! الخروج على الحاكم ودأبت الإذاعة السنوات الماضية، على الترويج لفكرة حرمة الخروج على الحاكم (الانقلاب العسكري)، حتى بدت الإذاعة الدينية وكأنها محطة سياسية بامتياز،بعدها تم مد ساعات الفترة المفتوحة التي تتناول قضايا سياسية، بعد صبغها بصبغة دينية. الناشط السياسى خالد سعيد، قال فى تدوينة له، إن إذاعة القرآن الكريم، تنفذ هجوما حادا منذ الانقلاب العسكري، واصفا إياها بأنها تشوه الدين، وتسعى للتدليس في أمور الدين، مشيرا إلى أن ما تقوم به إذاعة القرآن الكريم منذ 30 يونيو هو تشويه للدين الإسلامي، ولشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتم تسييسها لتساند القوات المسلحة وقياداتها. السياسة حاضرة ويقول الدكتور “حسن على” عميد الإعلام الأسبق: إنه رغم الهدف الديني الواضح والمُعلن، كان هناك هدف سياسي خفي من إنشاء إذاعة القرآن الكريم، حيث كان “عبد الناصر” متهمًا باليسارية والشيوعية وأنه ضد الدين، فرد على الناس ردًا عمليًا بإنشاء شبكة القرآن الكريم على الإذاعة المصرية، ويتضح من هذا أن هناك بعدا سياسيا وراء إنشاء إذاعة القرآن الكريم. ويشير “علي” إلى أن تسييس إذاعة القرآن الكريم بعد دخول البرامج واتساع مساحتها في الخريطة، لم يعد للأسف محسوبًا بدقة، متابعا: “أنا لست ضد أن تحتوي إذاعة القرآن الكريم على محتوى سياسي، لكن يجب أن يُدرس هذا الأمر بشكل جيد، وتنأى الإذاعة بنفسها عن الصراعات السياسية”، بمعنى أنه لو جاء برنامج سياسي على إذاعة البرنامج العام أو الشرق الأوسط، أو الشباب والرياضة، فيمكن أن يتناول السياسة بكل أبعادها ويدخل في مشاكلها، ويقدم الرأى والرأى الآخر، بينما إذا قدمت إذاعة القرآن الكريم محتوى سياسيًّا، فيجب أن تركز على الجانب التوعوي وبث الوعي فيها فقط. وعن خطورة خلط الخطاب الديني بالخطاب السياسي غير التوعوي، يؤكد د. حسن أن هذا يؤثر على مصداقية الدولة بأكملها، فإذا قامت إذاعة من المعروف عنها أنها دينية متخصصة بعرض محتوى سياسي غير مدروس فالمسألة ستكون في منتهى الخطورة. ” أطيعوا السيسي” من جانبه، ادعى رئيس إذاعة القرآن الكريم، الدكتور حسن سليمان، أن إذاعة القرآن الكريم إذاعة تخصصية تهتم بالشئون الدينية فقط من عقيدة وتفسير وحديث ومعاملات، لكنها لا تتصل على الإطلاق بالجانب السياسي، بسبب أنها تعي وتعلم أن الدور السياسي منوط به الإذاعات الأخرى ونشرات الأخبار والمواد السياسية وما شابه ذلك. وعن خروج المذيع عن إطار عنوان برنامجه، يؤكد سليمان أن هذا نوع من أنواع الخلل لا يحدث في إذاعة القرآن الكريم، لكن هناك بعض القضايا الملحة التي تخدم إطار الوطن مثل ( حب المواطنة والتعامل مع الآخر ومحاربة التطرف والإرهاب) وما شابه ذلك، يتم تناولها في فترات مفتوحة بوجود ضيف معتدل في آرائه، ولكنها تبعد تمامًا عن أي شيء يتصل بالجانب السياسي. ويتابع مدعيا: أن هذا جانب من جوانب الواجب التوعوي، فعلى سبيل المثال وقت حدوث تفجيرات كنيسة طنطا، كانت إذاعة القرآن الكريم أول المبادرين بعمل فقرة مفتوحة مباشرة، للحديث عن كيفية التعامل مع الآخر، وكيف نحب وطننا، ونعيش كلنا مع اختلافاتنا تحت مظلة واحدة على أرض وطننا الحبيب. وبالنسبة لتطرق بعض الضيوف إلى الحديث عما يأمرنا به (عبد الفتاح السيسي) ، والدعوة إلى الاستجابة له، يقول رئيس الشبكة: إن هذا نادرا ما يحدث، ويمكن أن يكون الضيف تطرق له بغرض الأمر ب”وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”، وأن مثل هذه الأمور تأتي في مجمل الحديث وليست كموضوع رئيسي للحلقة أو للبرنامج، وهذا ليس معناه ربط الدين بالسياسة على الإطلاق.وفق زعمه منع الأذان وشهدت إذاعة القرأن الكريم فضيحة فى عهد الانقلاب، حيث تجاهلت الإذاعة رفع أذان الظهر فى إحدى المرات بسبب خطبة البابا تواضروس الثانى. وكشفت الناشطة السياسية،غادة عبد السلام،عبر منشور لها بالفيسبوك أن يوم الخميس 27/4/2017 ،كانت اذاعة القرآن الكريم،تقوم بعرض كلمة الأنبا بولا نيابة عن البابا تواضروس، قبل الظهر بربع ساعة تقريبا ،وظل يتحدث ولم يرفع آذان الظهر !وأردفت ساخرة :وهي دي المسيحية الوسطية الجميلة. لم تكن واقعة تجاهل إذاعة القرأن الكريم ،الأولى ،فقد سبق وأن قطعت الاذاعة عصر 23/10/2016 ، الاتصال عن متصلة بعد سؤالها عن حكم الظلم الموجود حاليًا في أقسام الشرطة؟! وتأتي الواقعة في إطار تحول إذاعة القرآن الكريم منذ وقوع الانقلاب العسكري، من التركيز على تعليم القرآن الكريم والاهتمام بالأمور الدينية ، إلى إذاعة سياسية في معظم برامجها، تمجّد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وتدعو له وتهاجم المعارضين له. كما قدمت من قبل تسجيلا صوتيا لقائد نظام العسكر، عبدالفتاح السيسى، يحيى فيه ذكرى إنشائها ويطالبها بالتوازن ونشر الدين الإسلامي الصحيح!. إيقاف البث كانت مصادر باتحاد الإذاعة والتليفزيون،قد كشفت ، أن النية تتجه داخل حكومة الانقلاب لإيقاف بث إذاعة القرآن الكريم بشكل تدريجي، يبدأ بإيقاف بثها على موجة “إف أم”، والاكتفاء ببثها على موجات الراديو العادية الأقل نقاء وجودة والأقل تكلفة، رغم أنها مع التردد الحالي على الإف إم (FM 98.15)، تعاني من ضعف كبير في قوة البث. وقالت المصادر، إنه تم تهديد المسئولين في “إذاعة القرآن الكريم” بضرورة الموافقة على إذاعة الإعلانات التجارية وإلا سوف يتم تخفيض تكاليف بث الإذاعة تدريجيا تمهيدا لغلقها. حملة اعتقالات كانت داخلية الانقلاب، قد قامت بإعتقال الدكتور محمود خليل، كبير مذيعي شبكة إذاعة القرآن الكريم بزعم الإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين وحيازته سلاحا ناريا! وادعت نادية مبروك، رئيسة قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، أنه “تم استبعاده منذ فترة، من تقديم برامج الهواء والمسجلة أيضا، وتم حصر نشاطه في كتابة مواد تحريرية يتم مراجعتها بعناية شديدة من خلال رؤسائه”. كان محمود خليل مديرا عاما لبرامج علوم القرآن بشبكة القرآن الكريم، وكبير مذيعي الشبكة، وتخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1982، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص الإعلام، وعلى ليسانس أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن من جامعة الأزهر. كما واصل مخبرو الإذاعة العريقة تنفيذ مكايدة لأشهر مذيعيها، حيث أفاد بيان إعلامى صادر من الإذاعة والتلفزيون،بأن شبكة القرأن الكريم،قررت إحالة محمد عويضة رئيس شبكة القرآن الكريم السابق، ونائبه عبد الله الخولي، والمذيعين حمزة المسير وشحاتة العرابي وخالد الشافعي إلى التحقيقات بمعرفة الشئون القانونية بالإذاعة ،بزعم تورطهم فى عمليات توظيف أموال .