هل حلمت فى طفولتك بأن تعمل طبيبًا؟، هل كنت تجيب عن سؤال أقاربك وأنت طفل "نفسك تطلع إيه يا حبيبى؟" بمهندس أو دكتور، هل فشلت في تحقيق حلمك وتسعى الآن لإحيائه؟.. الأمر بسيط، ادفع مبلغ50 ألف جنيه فقط، مع صورة شخصية، وبعض البيانات البسيطة في مصر، لتغيير مجرى حياتك بالكامل وأنت في الخليج، وتحصل على شهادة مزورة مرت بسلام أمام سمع وبصر حكومة الانقلاب، تتيح لك العمل في المهنة التي تريدها. وكانت فضيحة الشهادات المزورة القادمة من مصر قد هزّت الكويت وفتحت تحقيقات واسعة، ويُنذر اكتشاف أضخم عملية تزوير لشهادات جامعية في الكويت بظهور فضائح عديدة، لكون المستفيدين منها أكثر من ألف شخص، بعضهم مشهورون إعلامياً، وتتصاعد دعواتٌ برلمانية وأكاديمية للمطالبة بمحاسبة جميع الضالعين في الأمر، وسدّ الثغرات في آلية اعتماد الشهادات الجامعية. فنانون ووزراء بالتزوير ودافع الفنان طارق العلي عن نزاهة شهادة الدكتوراه التي حصل عليها مؤخراً من حكومة الانقلاب في مصر، رافضاً الزج باسمه ضمن حملة الكشف عن شهادات وهمية في الكويت، وبث الفنان الكوميدي مقطع فيديو قطع فيه الطريق على مثيري التساؤلات حول شهادته، وقال فيه مستنكراً: "بكل مصيبة تحطون اسمي فيها عسى ماشر؟ ناس تزور شهاداتها أنا شكو؟". مضيفا: "أنا خريج جامعة الإسكندرية، هذه الجامعة العريقة بكلية الآداب قسم الدراسات المسرحية، وأسامي الدكاترة أسامي فاضلة وأيضاً زملاء لي خريجون منهم من يدرّس الآن في المعهد العالي للفنون المسرحية ومنهم في مجالات أخرى ومنهم من لا يزال إلى الحين يدرس". ويقول الكاتب الصحفي وحيد رأفت احمد عثمان:" يا حلاوة يا ولاد توصيل الدكتوراة للمنازل موظف مصري بيوزع رسائل ماجستير ودكتوراه على منازل الأخوة في الكويت الشرطة في الكويت مسكوه 7سنوات من العمل الجاد في توزيع الشهادات يعنى بعد ثورة 25يناير المجيدة بدأ النشاط العربي الوحدوي ! بالمناسبة عندنا في نقابة الصحفيين شهادات مزورة كتير .. بس مجلس النقابة قفل عليها ..سكوت سكوت سكوت !!". البحرين والسعودية ووصلت فضيحة الشهادات المزورة إلى البحرين، ثاني دولة خليجية تدعم انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، ومن خلال تحري "الحرية والعدالة" حول الجامعات المرغوبة لدى البحرينيين في استيراد شهاداتهم، برزت جامعتان مصريتان، إذ ان السمسار يشترط عليك استلام الشهادة من شؤون الخريجين في الجامعات نفسها، وبسعر يصل إلى 45 ألف جنيه مصري، منها 15 ألفا مقدما وباقي المبلغ وقت الاستلام. أما شهادة الدكتوراه في الإعلام يتم إيصالها على طريقة "الديلفري" إلى عنوانك من خمسة إلى عشرة أيام، وحصل عدد كبير من الإعلاميين ورجال الأعمال على تصديق هذه الشهادات في عدة تخصصات من خلال زيارة واحدة لمصر، وهذا ما يفتح مجال باب التساؤلات حول العدد الكبير من الخلايجة الذين حصلوا على شهادات من الجامعات المصرية وما إذا كانت مصدقة أم مزورة؟ ومن البحرين إلى السعودية الأولى في دعم الانقلاب، حيث وجّهت النيابة العامة هناك تهمة حيازة وتزوير واستعمال شهادات مزورة بحق 712 مهندسًا، وكشفت النيابة أن من بين المتهمين من حصل على الشهادات المزورة من مصر، فيما نسب بعضهم تلك الشهادات إلى جامعات عريقة، في الوقت الذي كشفت فيه التحقيقات أن الشهادات مزورة ولا أصل لها. وقالت صحيفة "القبس" الكويتية، إن تحقيقات الأجهزة الأمنية مع المتهم المصري الذي يعتبر متورطًا رئيسًا في قضية الشهادات المزورة التي أثارت ضجةً كبيرةً في البلاد، كشفت أموراً صادمة، وبيّنت التحقيقات أن المصريّ يملك 3 شركات أدوية و3 صيدليات في الكويت، إذ يستورد أدوية من مصر ومن ثم يبيعها في الكويت، كما تبين أنه يمتلك وأحد أقاربه شركة حفريات، كما أن لديه نفوذاً قوياً في بعض الأجهزة السيادية في حكومة الانقلاب، وذلك بفضل عمله في إدارة المعادلات بوزارة التعليم العالي. عسكر فاسدون وفي مصر تم ضبط موظف، تخصص في تزوير المحررات الرسمية وبيعها للراغبين في استخراج بطاقات رقم قومي بمهن مزورة، وضبط بحوزته 37 شهادة خدمة عسكرية ومؤهل دراسي مزورين، كما تم إقالة مسئولة كبيرة بوزارة السياحة في حكومة الانقلاب بعدما تبين أنها وصلت لمنصبها بشهادة جامعية مزورة، واعترفت أنها كانت قد التحقت بالجامعة عام 1993 إلا أنها لم تستكمل دراستها لظروف أسرية. ومن أشهر قصص الشهادات المزورة تلك التي قادت الإعلامي "توفيق عكاشة " الذي حصل على واحدة منها إلى "البُرش"، كما أن الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية السابق، ضبط متلبساً بتهمة الرشوة بتزوير رسالته للدكتوراه، وذلك أثناء توليه منصبه في حكومة الانقلاب، وحصل المحافظ على دكتوراه في كيفية مواجهة الفساد، وفق القانون الإداري من جامعة كامبردج رغم أنه لم يغادر مصر. وتؤكد مصادر مطلعة ل"الحرية والعدالة" أنّ هناك الكثير من شباب الدول الإسلامية، خصوصاً باكستان وإندونيسيا وماليزيا وإيران، حصلوا على شهادات "مضروبة" سواء من كليات جامعة "الأزهر" أو كلية دار العلوم في جامعة "القاهرة" مختومة بختم الجمهورية والكلية، وقد وصل الأمر إلى حصول البعض على تقدير جيد جداً، ويصف كثير من خبراء التعليم في مصر هذا الوضع بالوباء الذي ضرب المنظومة الجامعية في مقتل، فتحولت الجامعات المصرية في زمن الانقلاب العسكري إلى "سبّوبة" ترتزق منها فئات كثيرة.