أكد ممدوح الولي - رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الحالي، ونقيب الصحفيين السابق - أن الآلة الإعلامية مارست دوراً إجرامياً تمثَّل فى التحريض على المتظاهرين السلميين لعدة أسابيع، لافتاً إلى أنه تم الترويج للأكاذيب الرسمية فى تبرير مذابح الحرس الجمهورى والمنصة والنهضة ورمسيس والمنصورة ورابعة ومصطفى محمود وغيرها من المحافظات، ما أفقد تلك الأدوات الإعلامية المصداقية والمهنية. وشدد الولى – في بيان له تعليقاً على مجازر فض اعتصامات رافضى الانقلاب العسكرى – أنه عقب تلك المذابح الوحشية من خلال قيادات الانقلاب العسكرى لا مجال للتراجع عن العودة إلى الشرعية بعد أن دفع الشعب المصرى كل تلك الدماء الذكية من أجل الحرية، مضيفاً أنه على مر التاريخ لم يشهد المجتمع المصرى مثل تلك المذابح الوحشية التى راح ضحيتها المئات من المصريين العزل الذين كانوا يدافعون عن شرعية أصواتهم الانتخابية التى تم سلبها. وأشار الولى إلى أنه لا مجال للمساومة على محاكمة المتسببين فى إراقة تلك الدماء وعلى رأسهم السفاح السيسى والجزار محمد إبراهيم وكل من عاونهما، خاصة وأن استمرار هؤلاء فى مواقعهم يعنى الاستمرار فى إزهاق الأرواح، بعد أن أصبحوا يدافعون عن رقابهم أساسا بعد تورطهم، وليس عن مصالح البلاد كما يدعون. وقال: "لا يظن هؤلاء القتلة أن فض اعتصامى النهضة ورابعة ومصطفى محمود يعنى إخماد صوت الشعب، فميادين مصر أكثر اتساعا، وها هى الدماء الذكية تراق بالعديد من المحافظات لتمثل امتدادا لوقود الثورة على الظلم، ولن يحميهم قانون الطوارئ، مثلما لم يحم مبارك من قبل". وأوضح أنه بدلاً من الحوار والتفاوض بين أبناء الشعب الواحد والاعتذار عن النكوص عن الديموقراطية، راح السفاح السيسى والجزار محمد إبراهيم وأعوانهم يمارسون سياسة القتل العشوائى تجاه المتظاهرين السلميين بالعديد من المحافظات، وهو أمر لابد من محاسبة مرتكبيه جنائيا محليا ودوليا، وليس تبريره كما فعل "الجنرال" الببلاوى الذى جاء من خلال الانقلاب العسكرى وليس من خلال الشرعية الدستورية، رغم ادعائه الليبرالية هو ورفاقه من أعضاء وزارة الانقلاب العسكرى. وأضاف الولى أن هؤلاء القتلة نسوا الروح الجديدة التى نتجت عن ثورة 25 يناير وكسر حاجز الخوف لدى الجماهير، وبعد أن ذاق الشعب مذاق الحرية، كما نسوا روح الاستشهاد التى تولدت نتيجة الصمود بالميادين وتكرار المذابح، ولسوف تظل لعنة من تم قتلهم ظلما وعدوانا من النساء والأطفال والشيوخ والشباب الطاهر، تلاحقهم وتلاحق أسرهم، طوال حياتهم وبعد مماتهم بعد أن دخلوا التاريخ من أسوأ أبوابه.