ظاهرة العائلات الكبيرة في دنيا المال والأعمال منتشرة في أنحاء العالم، لكننا في مصر دائما مختلفون، فهنا في مصر تزاوج رأس المال مع السلطة ليحمي كل منهما الآخر، كما انتشرت ظاهرة التوريث في كل شيء، فالوزير ينجب وزيرا، ورئيس الحزب يجهز ابنه لخلافته، حتى مجالس الإدارات ومقاعد مجلس الشعب كذلك. انتشرت ظاهرة الاحتكار في كافة المجالات، ثم دخل العسكر على خط المنافسة ليحفظ نصيبه من التورتة، فكان لهذه العائلات مندوبون في المؤسسة العسكرية لضمان تأمين استثماراتهم وكراسيهم، وأصبح الأمر أقرب ما يكون بشبكة محكمة تحكمها المعارف والصداقات والشراكات، وفي أحيان كثيرة المصاهرة والنسب. وفيما يلي أبرز العائلات التي تتحكم في مصادر السلطة والثروة في مصر، حيث تزوج علاء مبارك من هايدي مجدي راسخ، حيث تعد الشركة الوطنية للغاز والتي تعمل في مجال نقل الغاز الطبيعي وتوزيعه من مناطق الإنتاج إلى العملاء بالمنازل هي إحدى شركات مجدي راسخ، ووالدة هايدي تدعى ميرفت قدري عيد وجدها ابن خال عثمان أحمد عثمان، أخت هايدي "هنا" متزوجة من شريف ابن عضو مجلس الشعب عن محافظة البحيرة محمد البنا. وتزوج جمال مبارك من خديجة الجمال، والدها محمود يحيى الجمال الذي ينتمي إلى أسرة الجمال الدمياطية العريقة، وتتمتع أسرته بشهرة واسعة، وتضم عائلة والدة خديجة عددا بارزا من السفراء الحاليين والسابقين، وبينها وبين عائلة جمال عبد الناصر صلة نسب عن طريق هالة، ابنة هدى عبد الناصر وحاتم صادق. أما جيهان السادات ابنة الرئيس أنور السادات، فقد تزوجت من المقاول محمود عثمان أحمد عثمان برغبة من السادات، الذي أراد أن يكون صديقه المعلم عثمان أحمد عثمان صهرا له. "هانيا" ابنة السفير عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام للجامعة العربية، متزوجة من أحمد أشرف مروان، حفيد الرئيس جمال عبد الناصر، وهو شقيق جمال أشرف مروان، مالك قناة ميلودي الغنائية، ووالدهما الراحل أشرف مروان، الذي تحوم حوله تهمة التجسس لحساب الكيان الصهيوني، ووالدتهما ابنة الرئيس جمال عبد الناصر. زوجة خالد جمال عبد الناصر هي "جاليا سمير فهمي"، شقيقة سامح فهمي وزير البترول، أما زوجة عبد الحميد جمال عبد الناصر فهي إيمان محيي الدين الخرادلي، والدها مدير معهد السرطان السابق، وشقيقتها أفكار الخرادلي رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا، وزوجة عبد الحكيم جمال عبد الناصر هي إيمان البدراوي سليلة عائلة البدراوي العريقة، وامتلك عبد الحكيم وإخوته وآخرين شركة مودرن كونتراكتور للمقاولات، وشارك عبد الحكيم رجل الأعمال الشهير الهارب حاتم الهواري، الذي ورط عبد الحكيم في قضية شيكات أدت إلى هروبه إلى الرئيس القذافي، الذي دفع ديون العائلة كلها وزاد عليها. أما زوج هدى جمال عبد الناصر هو حاتم صادق، الذي يعمل رئيسا لفرع البنك العربي المتحد بالقاهرة، وعمل الاثنان في جريدة الأهرام، أيضا زوج منى جمال عبد الناصر أشرف مروان، نجل العميد أبو الوفا مروان مدير إدارة التعيينات في الحرس الجمهوري، وعمل أشرف فور زواجه في مكتب سامي شرف سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات وعرف عنه انتهازيته الشديدة. تزوج جمال السادات من دينا عرفان، وقطع السادات مباحثاته في كامب ديفيد ليحضر حفل الزفاف الذي أقيم في سبتمبر عام 1978، وانتهى الزواج بالطلاق بعد إنجاب بنتين، وتزوج بعدها من رانيا شعلان ابنة الدكتور محمد شعلان أستاذ الطب النفسي المعروف وابن إحدى أكبر العائلات في الشرقية، ولكن زواجهما لم يصمد أكثر من ثمانية أشهر، وتم الطلاق في مستشفى للأمراض العقلية، وتزوج جمال السادات بعدها من طليقة أكرم النقيب ابن ملكة مصر السابقة ناريمان، وحاليا جمال السادات متزوج من شيرين فؤاد ابنة فؤاد زين الدين الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية. أما الدكتور عاطف عبيد، رئيس وزراء مصر السابق، فعين ابن خاله الدكتور مصطفى الرفاعي وزيرا للصناعة، وعين الدكتور عاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء سابقا، ابن خالته الدكتور علي عبد الفتاح المخزنجي وزيرا للصحة، وزوجة وزير النقل في عهد حكومة أحمد نظيف هي ابنة وزير الثقافة السابق منصور حسن، وزوجة منصور حسن ابنة الدكتور محمد عبد الوهاب زوج الفنانة فاتن حمامة ورئيس مجلس إدارة مستشفى دار الفؤاد. أيضا وزير النقل محمد منصور ابن خالة أحمد المغربي وزير الإسكان ووزير السياحة سابقا، ووالدة أحمد المغربي شقيقة نازلي هانم زوجة لطفي منصور والد محمد منصور وزير النقل، ووزير التضامن الاجتماعي علي مصيلحي ابن خالة والدة وزير الإعلام السابق أنس الفقي. وكان الوزير السابق سيد مرعي من أشهر السياسيين والدبلوماسيين في ارتباطات المصاهرة والزواج مع السلطة السياسية، فقد ارتبط بأربع عائلات من جملة 13 عضوا من أعضاء مجلس قيادة الثورة، حيث تزوج إبراهيم ابن فاطمة كبرى بنات حسنين مرعي من عمر زكريا محيي الدين، وتزوج جمال شقيقه من سامية محيي الدين شقيقة زكريا محيي الدين، وتزوجت مها شقيقة إبراهيم وجمال مرعي من سيد محيي الدين شقيق زوجة إبراهيم مرعي، وهذا التشابك العائلي عن طريق المصاهرة كان أحد أسباب تعيين سيد مرعي وزيرا للإصلاح الزراعي في 1956، ثم وزيرا للزراعة في 1957 و1958 و1967م، ثم نائبا لرئيس الوزراء في عام 1970، بعدها دخل سيد مرعي لعبة السياسة فكان رئيس لجنة الأحزاب ورئيس مجلس الشعب ومساعد رئيس الجمهورية في نهاية عام 1980. وفي مطلع الستينات تزوج محمد نصير (صديق والد زوجة علاء مبارك)، وهو من عائلة مرعي من ابنة عبد اللطيف البغدادي، وتوج سيد مرعي هذه الشبكة من العلاقات العائلية عن طريق المصاهرة بزواج ابنه البكر حسن من نهى ابنة الرئيس السادات من جيهان. أما عائلة عبد الغفار التي تقيم بتلا بمحافظة المنوفية، فهي أسرة رفع ذكرها في المنوفية أحمد باشا عبد الغفار بتحديه للقصر الملكي، حيث تزوج رجل الأعمال عبد الخالق نجل ثروت عبد الغفار من لبنى كبرى بنات أنور السادات من جيهان وكانت نفيسة عبد الغفار تشغل منصب رئيس مكتب جيهان السادات ورشحت لها العريس وحدث القبول فكان الزواج، وكانت لبنى قد خطبت قبل ذلك لضابط في الحرس الجمهوري اسمه أحمد المسيري، وفسخت الخطوبة ثم تزوجت من عبدالخالق سليل الحسب والنسب، وتزوجت علية حسنين عبدالغفار من السفير محمود مبارك ابن عم الرئيس المخلوع حسني مبارك. وتزوج رجل الأعمال الملياردير الدكتور إبراهيم كامل أبو العيون براندا حافظ وعمها حافظ إسماعيل مستشار الرئيس السادات للأمن القومي وسفير مصر السابق بموسكو، وإبراهيم كامل كان عضوا بلجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل. أما ابنة الدكتور منصور حسن وزير الثقافة سابقا، فتزوجت من أحد أفراد عائلة منصور الشهيرة بتصنيع وتجارة السيارات، ومن بينهم يبرز اسم محمد لطفي منصور وزير النقل في حكومة أحمد نظيف، وهناك استثمارات هائلة بين مجموعتي المغربي ومنصور، ويشاركون رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال ورجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى في فندق سان استيفانو بالإسكندرية.