أكد الدكتور محمد يسري هانئ، خطيب الجمعة في اعتصام رابعة العدوية، أن المعتصمين يقتفون أثر المصطفى صلى الله عليه وسلم في سلمية اعتصاماتهم؛ مشددا على أن السلمية هي أقوى من جميع أسلحة وزيري الدفاع والداخلية. ووجه د. هاني كلامه إلى المعتصمين المجاهدين والمعتصمات المجاهدات في كل بقاع مصر مذكرا بالنبي صلى الله عليه وسلم في مكة وتحركه في الأسواق ومناداته بصوت عال "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" قولوا لا إله إلا الله تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم". وأشار إلى ضرورة ربط الفلاح ب" لا إله إلا الله" وبمنهجها؛ موضحا أن الإسلام لم يحصر الفلاح في لون واحد، فهناك الفلاح السياسي والاقتصادي والتعليمي والإعلامي وبناء الأسر والمجتمع تحت لواء منهج "لا إله إلا الله". وعن كيفية تحقيق "لا إله إلا الله" هذا كله قال خطيب رابعة العدوية أن ذلك يتحقق يوم أن تقال كلمة التوحيد باللسان والأركان ويتم تنفيذها على أرض الواقع؛ مؤكدا أن الصحابة قالوها بحقها فأفلحوا في سنوات قليلة. واضاف د. هاني أن الأعداء ينقضون على الأمة الإسلامية وأن الأمة تعرضت للهجمة تلو الهجمة حتى جاء الاحتلال الإنجليزي عام 1882، وترك الإسلام العبادي كما هو فالصلاة في المسجد والصوم والحج كما هي، لكنه حجب الإسلام الحاكم فكانت أكبر نكبة. ولفت الى أن الصراع ظل قائما حتى ثورة 25 يناير، وشاء الله ان يأتي رئيس مسلم حافظ لكتاب الله يعمل على ان تعود الشريعة. ولم تسكت القوى الكارهة داخليا وخارجيا فكان الانقلاب الخائن الذي اراد ان يمنع مسيرة الإسلام. مؤكدا ان هذا الانقلاب لم يأت ضد الرئيس مرسي لكنه ضد المشروع الإسلامي. وعن دلالات الأيام الحالية قال د. هاني الانقلاب يأتي في ذكرى انتصارات بدر وغيرها، واكد "لن نرجع الى الوراء أبدا. راهنتم على سيسي خائن لن يفلح. والملايين هنا مشاريع شهادة". وأوضح أن "اعتصامنا في رابعة والنهضة وكافة ميادين الاعتصام سلمي. ولن ننجر الى عنف يخططون له. نقتفي أثر المصطفى الذي امر اصحابه لمدة 13 عاما الا يسبوا مشركا". وأضاف "سلميتنا اقوى من جميع الاسلحة عند محمد ابراهيم والسيسي. سوف نتمسك بها وننادى أحرار العالم أن ينظروا الى المعتصمين ذوى الوجوه الوضيئة المتوضئة المسالمة، والتي تريد ان تعيد الشرعية التي اختُطفت". وعن عمق الأزمة قال د. هاني "جُربت في أجساد أمتنا كل ألوان الحلول الشيوعي والعلماني والليبرالي، لكن جسد الأمة رفض ان يتقبل ما يقوله هؤلاء، وها هي تعود لأصالتها وحضارتها". واشار الى ان سيدنا موسى رفع كلمة الحق عاليا، وامتلأ قلبه باليقين. أما فرعون فحشد قدر ما يستطيع، وعمل إعلامه على التهوين من أعداد المؤمنين. ووقف سيدنا موسى أمام البحر وقال "إن معي ربي سيهدين". فجاء الرد أن "دع الأمر فإن الأمر لي". وغرق الجنود وفرعون. ووصف د. هاني "فرعون وكل فرعون ب"الطرُبش" لا عقل له ولا تقدير عنده للمواقف. كما أنه عند الهلاك حاول فرعون أن يلعب لعبة سياسية، ويريد مصلحته فقط ولا ينظر لجنوده. وأكد أن "نصر الله قادم، ولا يجوز ان يتطرق الى قلوبنا ذرة شك في معية الله ونصره... وقال اليقين كله في ان الله ناصر دعوته، وانتم ستار لقدرة الله. فاملئوا قلوبكم باليقين، وعليكم بالثبات...انتم في معية الله، فالله الحافظ. نصر الله قادم في الأفق".