شهدت ال 48 ساعة الماضية تطوراً كبيراً في الأزمة السياسية التي تشهدها مصر على الصعيد الدولي، بمطالبة كل من تركيا وفرنسا وجنوب إفريقيا بالإفراج عن الرئيس محمد مرسي، وكذلك زيارة الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنيّة بالاتحاد الأوروبي والوفد التابع للاتحاد الأفريقي لمرسي في مقرّ احتجازه. كما طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الثلاثاء، من كلّ من جون ماكين وليندسي جراهام وكلاهما عضوين جمهوريين بارزين بمجلس الشيوخ، بالسفر إلى مصر للاجتماع مع قادتها العسكريين والمعارضة وبحث الأوضاع هناك. يأتي هذا بعد زيارة قامت بها الممثّل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، إلى مصر، ولقائها الرئيس المصري محمد مرسي، مساء الاثنين الماضي، لمدّة ساعتين في مكان احتجازه غير المعلوم، ووصفت اللقاء بأنّه كان "صريحاً ودافئا"، غير أنّها لم تُشر إلى مضمونه. وزار مصر وفد لجنة الحكماء الإفريقية برئاسة ألفا عمر كوناري، وقال مصدر سياسي مصري رفيع المستوى إن الوفد التابع للاتحاد الإفريقي، التقى الرئيس محمد مرسي في مقرّ احتجازه وذلك في ساعات متأخرة من مساء الثلاثاء حيث أقلّتهم طائرة عسكرية لمكان احتجازه غير المعلوم. وتطرّق وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، الثلاثاء، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المكسيكي في أنقرة، إلى الأزمة السياسية في مصر، قائلاً: إنّ "الاستقرار الدائم لا يتحقق في المنطقة إلا عن طريق احترام إرادة الشعوب، ويجب أن تمرّ مصر بسلام من مرحلة ترميم الديمقراطية والانتقال إلى سلطة منتخبة من قبل الشعب. وأفاد داود أوغلو بأنّه نصح آشتون، خلال زيارتها الأولى، بأن تجتمع بمرسي، حتى تأتي زيارتها بثمار، وأكّد على أهمّية زيارتها لمرسي في المرة الثانية، مبيّناً أنّ أخذها لرأي مرسي وإجراء لقاء مباشر معه كرئيس منتخب، أمر في غاية الأهمية. وذكر أنّ تركيا تدعم كلّ المبادرات والجهود من أجل إعادة الشرعية إلى السلطة المنتخبة في مصر. كما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، إلى الإفراج عن الرئيس محمد مرسي. وقال فابيوس في لقاء مع الصحفيين: "إنّ الوضع خطير، ندين أعمال العنف وندعو إلى الحوار وإلى الإفراج عن الرئيس مرسي والمعتقلين السياسيين"، داعياً إلى الحوار بين الفرقاء السياسيين. ومن جانبها، ناشدت جنوب إفريقيا كافّة الأطراف المصرية المعنية الانخراط في عملية مصالحة سياسية شاملة تجمع كل الأطياف السياسية لتمهد الطريق أمام شرعية دستورية، مطالبة بإطلاق سراح الرئيس محمد مرسي وكافة السجناء السياسيين المحتجزين منذ عزل مرسي في 3 يوليو دون قيد أو شرط ونبذ أعمال العنف. وأعربت، في بيان وزعته سفارة جنوب إفريقيا بالقاهرة أمس، عن قلقها العميق "إزاء العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا في صفوف المتظاهرين المؤيدين للشرعية