ذكر تحليل مطول بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن خطوات الفريق عبد الفتاح السيسي تقود مصر نحو الاستبداد، فالأنظمة التي تكبح المشاركة الشعبية في الانتخابات لصالح الاحتجاجات في الشارع هي الانظمة المستبدة وليست الديمقراطية. وأوضح كلا من مارينا أوتاواي خبير مركز وودرو ويلسون الدولي وديفيد أوتاوي مدير مكتب واشنطن بوست في القاهرة السابق أن الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء في حكومة الانقلاب قاد انقلاب عسكري على غرار انقلاب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولا يبدو أن ما جرى ثورة شعبية ضد مرسي كما يزعم الانقلابيون.
وأشار التحليل إلى أن حملة التوقيعات التي قامت بها حركة "تمرد" لم يقم بها شباب مصري فقط كما يزعمون وإنما تلقت هذه الحركة الدعم الكامل من قوات أمن الدولة لافتة إلى أن الجيش أصبح راسخا في سيطرته على البلاد ويسعى قائد الانقلاب لحشد التأييد الشعبي لإضفاء شرعية على دوره السياسي.
وقال التحليل أن ما يحدث الآن له سابقة في التاريخ المصري حيث قام الضباط الأحرار في يوليو عام 1952 بالانقلاب على الملك فاروق وتم وضع الجيش في مركز الحياة السياسية وفي غضون أشهر حظر الانقلاب جميع الأحزاب السياسية وأنشأ الاتحاد الاشتراكي لدعم انقلابه.
وتابع التحليل أن دعوة السيسي لحشد المواطنين لدعم الجيش جاء بعد يوم واحد فقط من الذكري السنوية لانقلاب 23 يوليو عام 1952 مشيرة إلى محاولات إعادة التاريخ متسائلا إلى أي مدى يمكن أن ينجح السيسي في ذلك؟
وأكد التحليل أن التظاهرات التي دعا إليها السيسي تتعارض مع الدعوات المتكررة للمستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت للانقلاب لإجراء المصالحة الوطنية لافتا إلى أن دعوة السيسي تجعل المصالحة أمرا مستحيلا في ظل توقع حدوث عنف بقوة وفيما يتعلق برد الفعل الأمريكي تجاه الانقلاب في مصر قال التحليل أن تعليق تسليم مصر طائرات F-16 ليس كافيا وإنما يجب أن تعترف الإدارة الأمريكية بأن إرادة المصريين تقاس بالانتخابات وليس عبر تقديرات خيالية عن حجم الجماهير.
