أكد عدد من الخبراء أن الجيش المصري لن يعود مرة أخرى للعمل بالسياسة، لا سيما بعد تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسي الأخيرة، والتي جاءت بعد محاولات متكررة من قبل المعارضة بزج الجيش في العمل السياسي. فالكاتب والمفكر الإسلامي فهمي هويدي يميل إلى ترجيح كفة الفريق الذي يستبعد دخول الجيش معترك السياسة. ورغم توقع هويدي حدوث عنف ضد مؤسسات الدولة في مظاهرات 30 يونيو، إلا أنه قال في تصريحات: "أظن أن الجيش لن يتدخل على الأقل في الوقت الراهن؛ لأن المعركة بين قوى سياسية، ومن الخطأ أن يحسب على طرف دون الآخر". وانحاز هويدي إلى ما جاء في بيان مجلس الأمن القومي من ضرورة العمل على دفع مسار التحول الديمقراطي إلى الأمام باستكمال بناء المؤسسات المنتخبة. ويتفق الخبير الإستراتيجي اللواء متقاعد محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية (1991)، مع ما ذهب إليه هويدي من ترجيح عدم رغبة الجيش في الانزلاق إلى "مستنقع السياسة". وقال بلال في تصريحات صحفية، إن "عقيدة الجيش الراسخة هي عدم الدخول في السياسة، وما كان دخوله لها في ثورة 25 يناير إلا بتكليف من الرئيس السابق". فيما أكد زكريا حسين المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن "المهمة الرئيسية للجيش في الدستور هي حماية الأمن القومي المصري بالداخل والخارج، ومشاركة الجيش في الأحداث لن تخرج عن هذا الدور"، مشيرا إلى أنه إذا حدث اقتتال أهلي، ففي هذه الحالة لا بد أن يتدخل الجيش للسيطرة على الوضع".