مع تزايد الحشود المؤيدة للرئيس المصري، محمد مرسي، في مليونية "نبذ العنف وتأييد الرئيس"، بميدان رابعة العدوية شرقي العاصمة القاهرة، نشط عشرات المشاركين في جمع التوقيعات على استمارة حملة "تجرد"، الداعمة لمرسي، وجمع تبرعات لصالح الشعب السوري. وأنشأ أعضاء حملة "تجرد" غرفة مركزية لهم وسط الميدان، ووضعوا فيها أكثر من مليون استمارة لتوزيعها وسط إقبال كبير من المحتشدين، كما وزعوا منشورا يحمل إنجازات الرئيس وحكومته خلال العام الأول من حكمه، بحسب مراسل "الأناضول". وحملة "تجرد" هي حملة أطلقها عاصم عبد الماجد، القيادي في "الجماعة الإسلامية"، بهدف جمع توقيعات المواطنين على استمارات تأكيد الثقة في مرسي، وذلك في مواجهة حملة "تمرد" التي أطلقها مجموعة من الشباب يقولون إنهم بعيدون عن الانتماءات الحزبية في أبريل الماضي، بهدف جمع توقيعات المواطنين على استمارات لسحب الثقة من الرئيس مرسي، ومطالبته بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ومن الجهات التي تجمع في ميدان رابعة العدوية تبرعات للشعب السوري: مؤسسة سوريا الغد، ومؤسسة بيت العائلة. ولاحظ مراسل "الأناضول" زيادة نسبة المشاركات من السيدات، ومشاركة أُسَر بكاملها في مظاهرة رابعة العدوية. وردد المشاركون القادمون من مختلف المحافظات المصرية، هتافات مؤيدة لمرسي، مثل: "بنحبك يا مرسي"، و"عاش الريس مرسي عاش"، و"الشعب يريد تطهير الإعلام"، في إشارة إلى رفضهم لأداء بعض وسائل الإعلام المعارضة. وعلَّقت "الجماعة الإسلامية" وحزب "البناء والتنمية"، المنبثق عنها، لافتة كبيرة في الميدان تحمل ما أسمته بمطالب الأمة من الرئيس، أهمها: القضاء على البطالة ورفع أجور صغار الموظفين، والقضاء على الانفلات الأمني، وإجراء حوار وطني دون شروط مسبقة، ومراجعة القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية، والدعوة العاجلة إلى انتخابات نيابية، بحسب مراسل "الأناضول". كما رفع مشاركون لافتات أخرى مكتوب عليها: "نعم للسلمية.. لا للعنف"، "سقوط الرئيس = سقوط الدولة"، و"من أجل مصر وليس من أجل مرسي"، و"ضيع الفرصة على المخربين وخليك في البيت يوم 30"، في إشارة إلى مظاهرات يوم 30 يونيو/حزيران الجاري التي تدعو إليها المعارضة في الذكرى السنوية الأولى لتولي مرسي الرئاسة. ولا يزال القائمون على مظاهرات رابعة العدوية حتى الساعة 14:22 "ت غ" يجهزون المنصة الرئيسية للبدء في الفعاليات، والتي تتضمن كلمات ورسائل يلقيها قيادات في الأحزاب والجماعات الإسلامية على الحاضرين ووسائل الإعلام. ووفقا لمراسل "الأناضول"، من اللافت اتخاذ المشاركين إجراءات تأمينية غير مسبوقة، حيث يحمل عشرات المرابطين على مداخل الميدان "العصي"، ويعتمرون خوزات، ويرتدون ملابس موحدة، خشية أي هجوم مباغت يتوقعونه من معارضين، وذلك رغم أن الشرطة أغلقت الشوارع المؤدية إلى محيط المظاهرات بهدف تأمينه. ودعت إلى هذه "المليونية"، التي تحمل عنوان "نبذ العنف وتأييد الرئيس"، قوى إسلامية، على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة الحاكم المنبثق منها، والجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، والجبهة السلفية، وأحزاب الوطن والفضيلة والأصالة. وتستبق تلك المظاهرة مظاهرات 30 يونيو التي دعت إليها قوى معارضة، بهدف المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية، وذلك في وقت تشهد فيه مصر احتقانا سياسيا غير مسبوق بين النظام الحاكم والمعارضة منذ انتخابات الرئاسة التي جرت العام الماضي. وشهد عدد قليل من المحافظات الأخرى مظاهرات، سواء مؤيدة أو معارضة لمرسي؛ حيث فضَّل معظم المؤيدين مغادرة محافظاتهم للمشاركة في مظاهرة القاهرة. ففي محافظة الإسكندرية الساحلية (شمال)، جرت مناوشات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم؛ حيث أدى التنافس بينهم للسيطرة على الساحة (الموقع الرئيسي للمظاهرات في الإسكندرية)، وترديد كل منهما هتافات مناهضة للآخر، إلى وقوع مشادات لفظية تطورت إلى اشتباكات محدودة بالأيدي وتراشق بالحجارة، ما أوقع جرحى بين الطرفين، لم يتبين على الفور عددهم ولا نوعية إصاباتهم. فيما اعتذر القياديان في المعارضة، محمد البرادعي وحمدين صباحي، عن عدم المشاركة في مؤتمر صحفي كان مقررا مساء اليوم في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة جنوبي القاهرة، وذلك ل"دواع أمنية"، بحسب الموقف الرسمي لحزب الدستور، الذي يترأسه البرادعي، على شبكة الإنترنت.