تعانى قطاعات الإنتاج الدرامى التابعة للدولة من نقص حاد فى التمويل، ومن سوء واضح فى إدارة الموارد المتاحة لها حاليا، وعلى رأس تلك القطاعات يأتى قطاع الإنتاج وهو قطاع تابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وقد خرج من سباق الماراثون الدرامى الرمضانى هذا العام خالى الوفاض تقريبا لأنه لم يقم بإنتاج مسلسلات تذكر. يأتى هذا فى الوقت الذى طالب فيه مخرجون من القطاع باستعادة الاستوديوهات التى سلبت منهم بحجة إنتاج برامج تليفزيونية، لاسيما بعد توقف الإنتاج البرامجى خاصة أن عودة هذه الاستوديوهات العملاقة يمكن أن يمثل عودة الروح للقطاع لأن استوديو 10 بمفرده يعد من أهم وأضخم الاستوديوهات فى الشرق الأوسط وبين أروقته تم إنتاج أهم المسلسلات فى تاريخ الدراما المصرية فضلا عن استوديو 2 وغيرهما من الاستوديوهات التى كانت تابعة للقطاع منذ إنشائه، وإعادة تبعيتهم للقطاع يمكن أن تخفض القيمة الإنتاجية وتكلفة الإنتاج كثيرا فضلا عن إمكانية استغلالهم فى أمور أخرى يمكن من خلالها أن تدر ربحا. وهو الأمر الذى دفع بعض المخرجين فى قطاع الإنتاج إلى مناشدة صلاح عبد المقصود وزير الإعلام بأن يعيد تلك الاستوديوهات إلى القطاع مرة أخرى. المخرج إبراهيم الشوادى أكد أهمية عودة استوديو 10 إلى أحضان قطاع الإنتاج التليفزيونى مرة أخرى لأن هذا الأمر سيوفر أكثر من 30% من تكلفة الدراما التى يقوم التليفزيون المصرى بإنتاجها، والذى يتمثل فى قيمة إيجار الاستوديوهات وأماكن التصوير خاصة أن هذا الاستوديو قد خرج منه أعظم المسلسلات التى أنتجها التليفزيون المصرى وكانت علامات بارزة فى مسيرته إلى أن جاء إيهاب طلعت ببرنامج "البيت بيتك" ليقضى على أحلام الدراما المصرية ويدخل عصر التوك شو بهذا الاستوديو الذى يعد الأضخم فى الشرق الأوسط. وأضاف الشوادى: بعد حوالى ثمانى سنوات من اغتصاب هذا الاستوديو نطالب باعتبارنا مخرجين فى قطاع الإنتاج باستعادته لأن السبب الذى أخذ لأجله قد زال وهو إنتاج برامج تليفزيونية، كما أنهم يمكن أن يستعينوا باستوديوهات الدور العاشر أو الحديقة فى إنتاج البرامج، ومن ثم فإن عودة الاستوديوهات إلى القطاع أصبحت ضرورة ملحة فى ظل الأزمة الطاحنة التى يعانى منها خاصة إذا علمنا أن هناك حوالى ثلاثة آلاف عامل وموظف ومبدع فى القطاع لم يعملوا هذا العام فى أى مسلسل درامى مما قد يدفعهم لأن يكونوا طاقة سلبية أو يشاركوا فى الاحتجاجات الفئوية للعاملين فى المبنى. وأشار الشوادى إلى أن التنسيق بين القطاعات الإنتاجية التابعة للاتحاد مفقود تماما، ويمكن أن تستفيد شركة صوت القاهرة من إمكانيات قطاع الإنتاج سواء البشرية أو التقنية والمادية والعكس صحيح بدلا من أن يصبحوا جزرا منعزلة يستعين كل طرف منهم بإمكانيات خارجية. اتفق المخرج أحمد صقر مع الشوادى فى الرأى حيث قال: باتت عودة استوديو 10 إلى قطاع الإنتاج أمر لا مفر منه خاصة بعد خروج القطاع هذا العام من السباق الرمضانى نظرا للأزمات المالية الحادة التى يعانى منها، وبعودة هذا الاستوديو يتم حل جزء كبير من هذه الأزمة المالية التى يعانى منها القطاع، وحينئذ يمكن التعاقد مع الممثلين بنظام (الآجل) بحيث يتقاضون أجورهم بعد عرض المسلسل كما حدث مع مسلسلات كثيرة العام الماضى وإلى الآن لم يتقاض العاملون أجورهم كما حدث مع أبطال مسلسل "الإمام الغزالى". فى حين قال أحد المخرجين -رفض ذكر اسمه-: إذا استطاع وزير الإعلام الحالى استعادة هذه الاستوديوهات ونجح فى استغلالها بالشكل الأمثل سيكون ذلك الأمر من أكبر الإنجازات التى تحسب له فقد كان استعادة هذه الاستوديوهات أحد وعود كل من تولوا وزارة الإعلام بعد الثورة ولكن لم ينجح أحد منهم فى ذلك.