منذ أقيمت الاحتفالية بافتتاح منزل "الست وسيلة" ليكون مقرا لبيت الشعر العربى فى شهر مايو عام 2010 ولم يعد بيت الست وسيلة مجرد مكان ولكنه أصبح رابطة جامعة تحدد ما هو مشترك بين الشعراء. وبات البيت يعبر عن هوية وخصوصية الشعر المصرى ضمن الشعر العربى من ناحية أو شعر اللغات الأخرى من ناحية أخرى؛ فبيت الشعر المصرى لم يعد حيزا مغلقا ولكنه أصبح أفقا مفتوحا على مختلف اللغات واللهجات والأشكال والتجارب الشعرية المختلفة وعلى الشعراء العرب والأجانب وعلى بيوت الشعر المختلفة وغيرها من المؤسسات المهتمة بفن الشعر فى العالم كله. ومؤخرا قام صندوق التنمية الثقافية بإعداد وتجهيز المنزل الأثرى وتزويده بكل الوسائل والأجهزة التى تمكنه من تأدية دوره كمقر لإبداعات الشعر المختلفة، وقال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى فى هذه المناسبة: البيت سيكون مفتوحا أمام جميع الشعراء خاصة المتميزين منهم فى مناحى الشعر المختلفة وسيكون بمنزلة ساحة يقدم فيها الشعراء أعمالهم ويستعيدون الاتصال بالجمهور. كما صدر قرار وزارى بتشكيل مجلس أمناء بيت الشعر ويضم نخبة من الشعراء والنقاد برئاسة الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى؛ إذ يقع بيت "الست وسيلة" فى حى الأزهر على بعد أمتار قليلة من الجامع الأزهر، ويوجد ضمن مربع أثرى حيث يجاوره منزل الهراوى، ويقابله من اليسار منزل زينب خاتون، ومدرسة العينى، وسبيل ووكالة السلطان قايتباى، المكان أدخل عليه تعديلات محدودة ليتحول مدخل البيت والقاعة الأولى فيه لمكان للندوات، بشكل لا يؤثر على البيت وقيمته التراثية. منزل الست وسيلة تم بناؤه سنة 1664 وترجع نسبته إلى الست وسيلة كونها آخر من اشتراه وسكنه، وهى وسيلة خاتون بنت عبد الله البيضا، وكانت غنية ومشهورة فى فترة حكم الوالى العثمانى عمر باشا وتوفيت فى 1835 م. البيت له مجموعة كبيرة من المداخل والمخارج، وله باب رئيسى وبه الكثير من الشبابيك أو "المشربيات" الرائعة فى شكلها وتكوينها الزخرفى الجميل، فضلا عن نافورة تتوسطه وتعتبر من أجمل النافورات الإسلامية، أما الحمام الإسلامى القديم الموجود فيعد فريدا فى تصميمه على طراز المعمار الإسلامى بتشكيلاته وزخرفته. ويضم الطابق الأرضى من البيت القاعة الرئيسية والتى تتكون من "إيوانين" -مستويين مرتفعين عن الأرض- بينهما نافورة على عمق 90 سم تم اكتشافها مؤخرا، ويرجع وجود هذه الإيوانات إلى أنها تتيح لأكبر عدد ممكن من الحضور مشاهدة بعضهم خلال الجلسة، بالإضافة إلى أن الارتفاعات والانخفاضات فى القاعة تساعد على تحريك الهواء بداخلها. ويوجد فى صحن البيت إلى اليسار سلم خشبى يؤدى إلى الدور الأول الذى يشمل المقعد الصيفى، ويحوى سقفه العديد من النقوش العثمانية، وكذلك يضم النص التأسيسى للمنزل، ويتصدر المقعد حائط به دواخل كانت تستخدم دولابا توضع فيه الملابس أو أدوات الوضوء، وأعلى الأرفف توجد رسومات للمحراب للدلالة على اتجاه القبلة عند الصلاة، وإلى اليمين توجد قاعة النوم التى تضم رسومات للحرمين المكى والنبوى، ولوحة كبيرة لمدينة ساحلية ترمز إلى تركيا. وكان آخر الفعاليات التى أحياها البيت منذ أيام هى الذكرى الثلاثون لرحيل الشاعر الكبير أمل دنقل، أحد أبرز شعراء جيل السبعينيات، وصاحب "لا تصالح" و"الكعكعة الحجرية"، وتستعيد ذكراه صفحات مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، و"تويتر"، فى إشارة للصلة الوثيقة لصاحب قصيدة "زرقاء اليمامة"، بالحاضر الثورى الذى عاش يحلم به وبلوره فى تجربته الشعرية، التى وإن كانت قد قصرت عمرًا فلا تزال تلهم الثائرين والرافضين الذين يتغنون بقصائده فى كل مكان. ومن أهم الانتقادات التى توجه إلى إدارة البيت تركيزه على الأعلام والكبار من الشعراء دون منح فرص حقيقية للشعراء الصاعدين.