رغم أن زيارة جون كيرى -وزير الخارجية الأمريكى- الخميس والجمعة الماضيين، للضفة الغربيةالمحتلة تأتى فى محاولة لما يقول إنه "إحياء عملية السلام" المتعثرة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، إلا أن الزيارة تأتى فى إطار الجولة الرابعة له إلى الشرق الأوسط منذ مارس الماضى والتى تركز على صفقات السلاح. فرغم وجوده فى فلسطينالمحتلة للمشاركة فى دفع "عملية السلام" المتعثرة، إلا أنه رحب يوم الأربعاء الماضى بصفقة سلاح أعلن عنها مسئولون أمريكيون بقيمة تقدر بنحو 2.1 مليار دولار بين شركة "رايثيون" الأمريكية لصناعة الأسلحة وسلطنة عمان لشراء نظام للدفاع الجوى. وبحث كيرى مع قادة سلطنة عمان المجاورة لإيران الصفقة؛ حيث قال مسئول عمانى لدى استقباله كيرى فى مقر وزارة الدفاع فى مسقط "نحن بحاجة إلى هذا النظام الدفاعى والأمر يتعلق أيضا بالإستراتيجية الدفاعية لدول مجلس التعاون الخليجى". وتأتى تلك الصفقة بعد أقل من شهر من توصل وزارة الدفاع الأمريكية إلى اتفاق مبدئى بشأن صفقة بيع أسلحة تقدر بقيمة 10 مليارات دولار مع كل من "إسرائيل" والسعودية والإمارات؛ حيث مثلت أضخم صفقة أسلحة حديثة إلى حلفاء واشنطن فى منطقة الشرق الأوسط. ووفقا للصفقة والتى تبلغ قيمتها 6.5 مليارات دولار، تتسلم "إسرائيل" صواريخ مضادة للرادارات، إضافة إلى رادارات جديدة للمقاتلات الإسرائيلية وطائرات إمداد. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن "إسرائيل" تتلقى سنويا مساعدات عسكرية أمريكية إضافية، عن أية دولة أجنبية أخرى، كما اقترح البيت الأبيض منحها 3.4 مليارات دولار العام القادم. وتأتى الصفقات بين ثنايا قضية أكبر هى التعامل مع الملف النووى الإيرانى وعليه تسعى الولاياتالمتحدة إلى تحسين الدفاعات الإماراتية والسعودية فى مواجهة إيران؛ حيث تشتبه هذه الدول فى أن إيران تحاول تطوير أسلحتها النووية. وتشمل صفقة الإمارات 26 مقاتلة من طراز "إف 16" وصواريخ أرض جو، بينما ستشترى السعودية صواريخ أرض جو. وكشفت "واشنطن بوست" عن إحباط "إسرائيل" فى الماضى بعض مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية، خوفا من أن تفوقها العسكرى قد يتقوض، لكن من خلال التفاوض على صفقة 10 مليارات دولار فى وقت واحد مع كل دولة وتقديم ضمانات، استطاع البنتاجون التغلب على أى اعتراضات. وتظهر بعض النوايا الأمريكية وراء صفقات السلاح من تصريح كيرى فى عمان؛ حيث قال إن "أحد الأهداف هو دفع المصالح التجارية الأمريكية". ومن المفارقات أنه وفى إطار تلك الصفقات التجارية تقوم "إسرائيل" بإمداد بعض البلاد العربية بالسلاح بشكل غير مباشر؛ حيث وقعت، أمس الأول الأربعاء، شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية "البيت" اتفاقية مع وزارة الدفاع الأمريكية لصناعة معدات عسكرية، هجومية ودفاعية، لبيعها لجيوش بعض الدول العربية. وجاء -فى بيان أصدره البنتاجون- أن "من الجهات التى تستعين بالخدمات العسكرية، الأسطول الأمريكى وسلاح الجو الأمريكى والعراق وبلجيكا والكويت وتايوان وتشيلى". وبحسب الشركة الإسرائيلية، فإن قيمة الصفقة تتجاوز 31 مليون دولار.