بعد فترة من الهدوء الحذر ساد شبه الجزيرة الكورية، قامت كل من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بعمليات استفزازية متبادلة من جديد، وهو ما يؤكد أن التوترات في شبه الجزيرة الكورية أصبحت حتمية. وأشار موقع (تشانل نيوز آسيا)- في عدده الصادر الإثنين- إلى أن زيادة التوترات الناجمة عن المناورات الحربية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية وأيضا تعيين كوريا الشمالية وزيرا جديدا للقوات المسلحة، من شأنها أن تدفع شبه الجزيرة الكورية إلى شفا حرب نووية. وحذر الموقع من تمادي الاستفزازات المتهورة التي ترفع حدة الاستقطاب إلى مستوى خطير يلقي بظلاله على المنطقة بأسرها، متخوفا من أن التوترات في شبه الجزيرة الكورية أصبح حتميا، إذ إنه سرعان ما تلتهب العلاقات دائما دون وجود سبب يدعو إلى ذلك. فقد أطلقت القوات المسلحة الكورية الجنوبية مع حاملة الطائرات النووية الأمريكية "يو إس إس نيمينتز" مناورات بحرية مشتركة اعتبرتها كوريا الشمالية "استفزازا متهورا" وبمثابة "تدريبات على الحرب". وبدأت المناورات الحربية الأمريكية-الكورية الجنوبية التي تستمر ليومين- الإثنين والثلاثاء- بانطلاق حاملة الطائرات- التي يبلغ وزنها 97 ألف طن والتي تعتبر من بين السفن الحربية الأكبر حجما في العالم- من مرفأ بوسان في كوريا الجنوبية حيث كانت راسية منذ أيام، كما شاركت عدد من السفن الحربية الأخرى ومدمرات موجهة للصواريخ. وشملت المناورات أيضا عمليات قتالية وأخرى للدفاع في الجو وتدريبات على المعارك على سطح البحر بالإضافة إلى مناورات للسفن وتبادل معلومات بين ضباط الارتباط. وانتقدت لجنة توحيد الكوريتين سلميا- المكلفة بشئون البلدين- ما جرى، معتبرة أن من شأنه أن يؤجج حدة التوتر. في غضون ذلك، أعلنت كوريا الشمالية تعيين وزير جديد للدفاع "جانج جونج نام" لمواجهة الاستفزازات المتنامية لكل من كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة، في آخر تغيير من سلسلة طويلة قام بها الزعيم "كيم جونج أون" داخل الجيش، ليصبح جانج هو ثالث وزيرا للدفاع منذ أن تولى "كيم جونج أون" رسميا السلطة قبل ما يزيد قليلا على عام. وكان "جانج جونج نام" قد أدلى بتصريحات في ديسمبر الماضي تعهد فيها بالولاء لرئيس البلاد، وهدد الجارة الخصم كوريا الجنوبية. وكانت القيادة العسكرية العليا لجيش كوريا الشمالي أعلنت في بيان مؤخرا أن الأوامر أُصدرت للقوات المتمركزة قرب حدود البحر الأصفر المتنازع عليها للرد في حال سقوط "قذيفة واحدة فقط" في المياه الإقليمية. وشهدت الحدود البحرية قبالة السواحل الغربية مواجهات بحرية دامية في 1999 و2002 و2009، كما قصفت كوريا الشمالية جزيرة يونبيونج في نوفمبر 2010، مما أدى إلى مقتل 4 كوريين جنوبيين وأثار مخاوف باندلاع نزاع على نطاق واسع.