مع عجز نظام بشار الأسد وجيشه النظامى عن إيقاف زحف الثورة التى اندلعت ضده منذ أكثر من عامين، بدأ الأسد يفقد السيطرة على قواته العاملة على الأرض، بعد نجاحات الجيش السورى الحر فى تحرير معظم الأراضى؛ مما اضطر الأسد إلى الاعتماد على سلاح الجو. ولتغطية عجزه لجأ الأسد إلى تكوين جيش مواز للجيش النظامى، معتمدا على طائفته العلوية، يختص بمهاجمة المناطق السنية مقابل حصولهم على نصيب مما يسرقونه وينهبونه خلال هذه الغارات. جيش "الدفاع الوطنى" العلوى، بدأ كلجان شعبية تجوب الأحياء، ثم تحولت إلى جماعات مسلحة، وفى أواخر 2012 اكتسبت صفة قانونية. وكانت الميليشيات الموالية للأسد تعرف من قبل باسم "الشبيحة"، ومنذ ظهورها غلبت عليها نزعة طائفية وارتكبت عدة مذابح ضد السنة، وخضعت الميليشيات لعملية إعادة تنظيم وتدريب وتغييرات، وتصف نفسها بأنها جيش احتياط متطوع، ويقول مقاتلوها إن الجيش يدفع لهم رواتبهم. وتوجد مكاتب لقوات الدفاع الوطنى فى مدن خاضعة لسيطرة الحكومة، ويقول السكان إن العديد من تلك المكاتب مزودة بمراكز للتدريب، تحت إشراف ضباط سوريين، كما تصرف قوات الدفاع الوطنى لمقاتليها راتبا شهريا وتمدهم بالأسلحة، ويستغرق التدريب من أسبوعين لشهر حسب المهمة الموكلة، سواء كانت عمليات قتالية أساسية أو تدريب على القنص أو جمع معلومات استخباراتية. ويتمثل الإغراء الرئيسى لكثير من المقاتلين فى عدم مغادرة ديارهم، إذ يقاتلون حيث يقيمون، فضلا عن تحقيق مكاسب مالية إضافية، ويقولون إنهم لا يمنعون من نهب المنازل فى أثناء مهاجمة مناطق تسيطر عليها المعارضة بل يجرى تشجيعهم. وتنبع أهمية هذه القوات فى أنها تقاتل على الأرض؛ لأن دور الجيش النظامى يقتصر إلى حد بعيد على الإمداد والتموين والتوجيه، فى حين يقاتل أفراد قوات "الدفاع الوطنى" على الأرض. ولكن صعود قوات "الدفاع الوطنى" لا يقره جميع السكان؛ حيث يقول أحد شهود العيان ل"رويترز": "يستولون على مكتب حكومى أو مدرسة ويحولونه إلى مقر لهم، ولا يستطيع أحد أن يقول أو يفعل شيئا.. قائد قوات الدفاع الوطنى هنا رجل غير شريف.. لم يكن يملك شيئا قبل عامين، والآن لديه أرض وسيارات ومنازل وكل ذلك من السرقة بدعوى القومية."