مع بداية فصل الصيف تزداد معاناة المصابين ببعض الأمراض، خاصة المزمنة حيث يزداد إحساسهم بالتعب والإجهاد والإرهاق الشديد، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وأشعة الشمس القوية وزيادة نسبة الأتربة فى الجو. ويأتى أصحاب الضغط المنخفض والمرتفع فى مقدمة أصحاب الأمراض الذين يعانون فى فصل الصيف، وهناك أيضا مرضى القلب والسكر والقولون العصبى والالتهاب الرئوى والفشل الكلوى وأمراض الكبد الذين تزداد معاناتهم مع ارتفاع درجة الحرارة. أعراض صيفية (م.ج) لم تبلغ الخامسة والعشرين من عمرها ولكن يصيبها القلق عندما يطل فصل الصيف، حيث يرتبط معها بالمعاناة الشديدة، فضغطها المنخفض لا يحتمل حرارة الصيف فتصاب بهبوط ودوخة وعدم القدرة على السير ولو فترة قصيرة لا تتعدى ال10 دقائق، وهو ما كان يمنعها من حضور محاضراتها النهائية فى أثناء الدراسة فى الصيف، وبعد خروجها إلى العمل ازدادت معاناتها مما اضطرها إلى العمل من المنزل طوال شهر رمضان الماضى، حيث أصيبت بهبوط شديد بسبب الصيام مع الحر الشديد. وبعد اتباع نصائح الطبيب من خلال حرصها على التغذية السليمة وعدم التعرض للشمس فى وقت الذروة، اجتهدت بدورها فى البحث عن وسائل أخرى مثل استبعاد الألوان القاتمة، لا سيما الأسود فى ملبسها حتى لا تمتص أشعة الشمس. أما أمينة. ع -فى الخمسينيات من عمرها- فبعد زيادة شعورها بضيق فى التنفس فى الصيف واستشارة الطبيب الذى أكد لها أن السبب يعود إلى ضعف فى صمام قلبها، وبجانب الدواء نصحها بعدم التعرض للحرارة واستخدام أجهزة التكييف دائما. والشعور نفسه بالاختناق وعدم الارتياح عانت منه (س.ع) -وهى فى الثلاثينيات من عمرها– بسبب القولون العصبى، حيث كان يزداد إحساسها بالاختناق فى فصل الصيف، فضلا عن زيادة نوبات القولون وهو ما كان يمنعها من الإقبال على الطعام فى هذا الفصل. الوجبات السريعة وعن الأمراض التى تزداد حدتها فى فصل الصيف يقول الدكتور شعبان الأزهرى -أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة الأزهر– أن مرضى القلب والضغط والسكر والالتهاب الرئوى هم أكثر المرضى معاناة فى فصل الصيف، إضافة إلى المصابين بالنزلات المعوية نتيجة تلوث الجو حيث يتعرض الطعام للتلوث؛ نظرا لدرجة الحرارة المرتفعة وكذلك الأتربة، إضافة إلى الاعتماد على المثلجات، ويضاف إليهم مرضى القولون العصبى، حيث تزيد حالة الضيق والزهق مما يؤثر على عدم انتظام الطعام، فضلا عن أن نقص الأملاح نتيجة العرق يؤثر على حركة القولون. ويضيف الأزهرى: "ارتفاع درجة الحرارة يؤثر على الأوعية الدموية ومن ثم على القلب، ويعانى مرضى الضغط المنخفض فى الصيف بسبب فقدان نسبة كبيرة من الأملاح نتيجة العرق، وكذلك مريض السكر الذى يعانى زيادة السكر فى الدم نتيجة فقدان المياه، ولذلك عليه الاهتمام بتنظيم طعامه فى الصيف". وينصح أستاذ الجهاز الهضمى كلا من مرضى القلب والضغط والقولون العصبى بشرب كميات كبيرة من السوائل مع الحرص على التوازن بين الملح والسوائل، وعدم التعرض للشمس مع تناول المياه فى حالتها الفاترة وعدم تناول الوجبات السريعة، كذلك الاهتمام بتناول كوب من الليمون والكمون الذى يفيد من يتعرضون لانخفاض الضغط فى الصيف ومرضى السكر والكبد، مع الحرص على صيانة أجهزة التكييف وتنظيفها من الأتربة وفتح النوافذ قبل تشغيله، لا سيما مرضى الالتهاب الرئوى. الرياضة المسائية من جانبه، يؤكد دكتور عمرو محمود عبد الوهاب -أستاذ الباطنة بكلية الطب جامعة المنيا– أن مرضى السكر والضغط والقلب هم الأكثر عرضة للجلطات فى فصل الصيف بسبب فقدان كميات من المياه، ومن ثم على مريض السكر ألا يواجه حرارة الشمس رغم حاجته إلى ممارسة رياضة المشى حتى لا يتعرض للجفاف ولكن عليه ممارستها فى مكان ظليل بجانب الاهتمام بالسوائل التى يحددها له الطبيب المعالج. وبالنسبة لمرضى القلب فهناك من يعانى من هبوط فى عضلة القلب فإنه يكون عرضة لتدهور حالته، وهناك من يعانى من تصلب الشريان التاجى فهو عرضة للجلطات ويفضل تناوله للسوائل وألا يقوم بجهد، فالمشى فى الحرارة المرتفعة يزيد الجلطة. ويضيف عبد الوهاب: "أما مرضى الفشل الكلوى المزمن فهم الأكثر معاناة فى فصل الصيف؛ لأن الجفاف يزيد من هبوط وظائف الكلى ويحتاج المريض فى تلك الحالة إلى كميات من السوائل لكن بشكل مقنن حسب حالة الجسم؛ لأن هناك أجسام تخزن المياه داخلها، أما مريض تليف الكبد الذى يتناول جرعات مدرة للبول فلا بد من تعديل هذه الجرعات فى الصيف، لذلك فعلى هؤلاء المرضى زيارة الطبيب فى أواخر شهر يونيو وبداية يوليو لتحديد الجرعات المناسبة". ويوصى أستاذ الباطنة أصحاب الأمراض المزمنة الأشد تأثرا فى فصل الصيف بعدم الوقوف أو المشى فى أماكن مشمسة مع مراعاة عدم القيام بمجهود فى أثناء ارتفاع درجة الحرارة والاهتمام بالسوائل مع مراعاة طبيعة جسم المريض فبعضها يحتاج إلى سوائل مقننة والبعض الآخر يتناولها بحرية، مع إمكانية زيادة استخدام الملح لدى بعض المرضى بالاتفاق مع الطبيب، مع الحرص على متابعة الطبيب أكثر فى فصل الصيف، وعلى مريض السكر الالتزام بكمية الفواكه التى يتناولها خاصة تلك التى تزداد فيها نسبة السكريات مثل البلح والعنب. ويتفق الدكتور محمد فايق -طبيب الصحة العامة– مع الرأى السابق فى النصائح التى يقدمها لمرضى القلب، والسكر، والضغط، والغدة الدرقية، والفشل الكلوى، الذين تزداد معاناتهم فى فصل الصيف؛ مع تأكيده التزام المريض بمواعيد الدواء وكميته التى يحددها الطبيب المعالج، مع الحفاظ على أن تكون درجة حرارة الجسم منخفضة من خلال الاستحمام اليومى والجلوس فى مكان رطب. ويفسر فايق الدوار الذى يشعر به مرضى الضغط المرتفع مع ارتفاع درجة الحرارة بأن التغيير فى درجات الحرارة يؤدى إلى زيادة ضخ الدم فى الأوعية الدموية فيسبب لهم الدوار، ويضيف أن هناك قسما آخر، وهم مرضى الغدة الدرقية، حيث يكون معدل الحرق لديهم عال مما يزيد من إرهاقهم السريع وشعورهم بالصداع والشعور بالحر، فلا يستطيعون العمل لفترة طويلة، كما يشعر مرضى القولون بالمشكلة نفسها فى حال عدم حرصهم على شرب المياه.